السَّائِلُ فَيَدْخُلُ بَيْتَهُ فَيُعْطِيهِ مَا أَمْكَنَهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: كُنْتُ أَكُونُ عِنْدَ شُعْبَةَ فَيَجِيءُ السَّائِلُ فَلَا يَكُونُ مَعَهُ شَيْءٌ فَيَقُولُ: يَا يَحْيَى مَعَكَ شَيْءٌ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَأُعْطِيهِ فَيُعْطِي السَّائِلَ ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ فَأَقُولُ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ إِيشْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: خُذْهَا.
وَقَالَ أَبُو قُطْنٍ: كَانَ ثِيَابُ شُعْبَةَ لَوْنُهَا لَوْنُ التُّرَابِ، وَكَانَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ، كَثِيرَ الصِّيَامِ سَخِيَّ النَّفْسِ.
وَقَالَ عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي، قَالَ: قَوَّمْنَا حِمَارَ شُعْبَةَ وَسَرْجَهُ وَلِجَامَهُ بِضْعَ عَشْرَةَ دِرْهَمًا.
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا وَقَفَ فِي مَجْلِسِهِ سَائِلٌ لَا يُحَدِّثُ حَتَّى يُعْطِي.
وَقَالَ حَجَّاجٌ: رَكِبَ شُعْبَةُ حِمَارًا لَهُ فَلَقِيَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فَشَكَى إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ شُعْبَةُ: وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ إِلَّا هَذَا الْحِمَارَ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْهُ وَدَفَعَهُ إِلَيْهِ.
وَقَالَ قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ: رَأَى عَلَيَّ شُعْبَةُ قَمِيصًا فَقَالَ: بِكَمِ اشْتَرَيْتَ؟ فَقُلْتُ بِثَمَانِيَةِ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ أمَا تَتَّقِي اللَّهَ، تَلْبَسُ قَمِيصًا