وَوَزَرَ لِلقَائِم أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بن أَيُّوْبَ وَأَبُو الفَتْحِ بن دَارست وَأَبُو القَاسِمِ بنُ المُسلمَة وَأَبُو نَصْرٍ بنُ جَهير.

وَكَانَ مُلْكُ بنِي بُوَيْه فِي خِلاَفَتِهِ ضَعِيْفاً بِحَيْثُ إِن جَلاَل الدَّوْلَة بَاعَ مِنْ ثيَابه الملبوسَة بِبَغْدَادَ وَقلَّ مَا بِيَدِهِ وَخَلَتْ دَارُه مِنْ حَاجِب وَفَرَّاش وَقُطعت النوبَةُ عَلَى بَابه لذهَاب الطَّبالين وَثَارَ عَلَيْهِ جُنْدُه ثُمَّ كَاشرُوا لَهُ رَحْمَةً ثُمَّ جرت فِتْنَةُ البسَاسيرِي ثُمَّ بدتِ الدَّوْلَةُ السَّلْجُوْقيَّة وَأَوّل مَا ملكُوا خُرَاسَان ثُمَّ الْجَبَل وعسفوا ونهبوا وقتلوا وفعلوا القبائح وهم تُركمَان. وَمَاتَ جَلاَلُ الدَّوْلَة سَنَة 435 وَلَهُ نَيِّفٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً وَكَانَ عَلَى ذُنُوبه يُعتقد فِي الصُّلَحَاء. وَخَلَّف أَوْلاَداً. وَدَخَلَ أَبُو كَالَيْجَار بَغْدَاد وَتعَاظم وَلَمْ يَرْضَ إلَّا بِضَرْب الطّبلِ لَهُ فِي أَوقَات الصَّلَوَات الخَمْس وَكَانَ جَدُّهم عَضُد الدَّوْلَة مَعَ علو شَأْنه لَمْ تُضرب لَهُ إلَّا ثَلاَثَة أَوقَات. وَمَاتَ أَبُو كَالَيْجَار سَنَة أَرْبَعِيْنَ فَولِي المُلكَ بَعْدَهُ وَلَدُه الْملك الرَّحِيْم أبو نصر بن السُّلْطَانِ أَبِي كَالَيْجَار بن سُلْطَان الدَّوْلَة بن بَهَاء الدَّوْلَة بن عَضُدِ الدَّوْلَةِ.

وَفِيْهَا غَزَا يَنَال السَّلْجُوْقِي أَخُو طُغْرُلْبَك بِجُيُوشِهِ وَوَغل فِي بلاَد الرُّوْم وَغنم مَا لاَ يُعبَّر عَنْهُ وَكَانَتْ غَزْوَةً مَشْهُوْدَةً وَفتحاً مبيناً. فَهَذَا هُوَ أَوّلُ اسْتيلاَء آل سَلْجُوْق مُلُوْكِ الرُّوْم عَلَى الرُّوْم وَفِي هَذَا الْحِين خَطَبَ مُتَوَلِّي القَيْرَوَان المُعز بنُ بَادِيس لِلقَائِم بِأَمْرِ اللهِ وَقَطَع خُطبَة العُبَيْدِيَّة فَبعثَوا مَنْ حَارَبّه فَتمت فَصولٌ طَوِيْلَة.

وَفِي سَنَةِ (441) : عُملت بِبَغْدَادَ مآتمُ عَاشُورَاء فَجرت فِتْنَةٌ بَيْنَ السّنَة وَالشِّيْعَة تَفوتُ الوَصْفَ مِنَ الْقَتْل وَالجرَاح وَنُدب أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّسوِي لِشحنكية بَغْدَاد فَثَارت العَامَّةُ كلهُم وَاصطلح السّنَةُ وَالشِّيْعَةُ وَتوَادُّوا وَصَاحُوا: مَتَى وَلِي ابْنُ النَّسَوِي أَحرقنَا الأَسواقَ وَنزحنَا. وَترحَّم أَهْلُ الْكَرْخِ عَلَى الصَّحَابَة وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يُعهد. وَكَانَ الرخاء ببغداد بحيث إنه أبيع الكُرُّ بِسَبْعَة دَنَانِيْر. وَمَاتَ صَاحِبُ المَوْصِل مُعتمِد الدَّوْلَة أَبُو المَنِيع ثُمَّ بَعْدَ سَنَة فَسد مَا بَيْنَ السُّنَّة وَالشِّيْعَة وَعَمِلَت الشِّيْعَة سوراً عَلَى الْكَرْخِ وَكتبُوا عَلَيْهِ بِالذَّهَبِ: مُحَمَّد وَعلِيٌّ خَيْرُ البَشَر فَمَنْ أَبى فَقَدْ كَفَر. ثُمَّ وَقَعَ القِتَالُ وَالنَّهبُ وَقَوِيَتِ السّنَةُ وَفَعَلُوا العظَائِم وَنُبِشَت قُبُوْر وَأُحرقت عظَامُ العَوْنِيّ وَالنَّاشِي وَالجذوعِي وَقُتِلَ مُدَرِّس الحَنَفِيَّة السَّرْخَسِيّ وَعجزت الدَّوْلَةُ عَنْهُم. وَأَخَذَ طُغْرُلْبَك أَصْبَهَانَ وَجَعَلهَا دَارَ مُلكه. وَاقتتل المغَاربَةُ وَجَيْشُ مِصْر فَقُتل مِنَ المغَاربَة ثَلاَثُونَ أَلْفاً.

وَفِي سَنَةِ (444) : هَاجت السّنَةُ عَلَى أَهْلِ الْكَرْخِ وَأَحرقُوا وَقتلُوا وَهلك يَوْمَئِذٍ فِي الزَّحمَة نَيِّفٌ وَأَرْبَعُوْنَ نَفْساً أَكْثَرهم نسَاء نَظَّارَة وَجَرَتْ حُرُوْب كَثِيْرَة بَيْنَ جَيْش خُرَاسَان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015