قَالَ أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ خَيْرُوْنَ: حَدَّثَنَا، الخَطِيْبُ أَنَّهُ وُلِدَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة 392 وَأَوّل مَا سَمِعَ: فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجِيلِي: تَفَقَّهَ الخَطِيْبُ وَقرَأَ بِالقِرَاءات وَارْتَحَلَ وَقَرب مِنْ رَئِيْس الرُّؤَسَاء فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ البَسَاسِيرِيُّ اسْتَتر الخَطِيْبُ وَخَرَجَ إِلَى صُوْر وَبِهَا عِزُّ الدَّوْلَة؛ أَحَدُ الأَجَوَاد فَأَعْطَاهُ مَالاً كَثِيْراً. عمل نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ مُصَنّفاً وَانْتَهَى إِلَيْهِ الحِفْظُ شَيَّعه خلقٌ عَظِيْم وتصدق بمائةي دِيْنَار وَأَوْقَف كتبه وَاحترق كَثِيْر مِنْهَا بَعْدَهُ بخمسين سنة.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: اسْتشرتُ البَرْقَانِي فِي الرّحلَة إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بن النَّحَّاسِ بِمِصْرَ أَوْ إِلَى نَيْسَابُوْرَ إِلَى أَصْحَاب الأَصَمّ فَقَالَ: إِنَّك إِن خَرَجتَ إِلَى مِصْرَ إِنَّمَا تَخْرُجُ إِلَى وَاحِد إِنْ فَاتَكَ ضَاعت رِحْلَتَكَ وَإِن خَرَجتَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ فَفِيْهَا جَمَاعَة إِنَّ فَاتك وَاحِدٌ أَدْرَكْتَ مَنْ بَقِيَ. فَخَرَجتُ إِلَى نَيْسَابُوْر.
قَالَ الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ: كُنْتُ أُذَاكِرُ أَبَا بَكْرٍ البَرْقَانِي بِالأَحَادِيْث فِيكتُبُهَا عَنِّي وَيُضمنهَا جُمُوْعَه. وَحَدَّثَ عَنِّي وَأَنَا أَسْمَعُ: وَفِي غَيبتِي وَلَقَدْ حَدَّثَنِي عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو بَكْرٍ الخُوَارَزْمِي سَنَة عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ حَدَّثَنَا، الأَصَمّ. فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كَانَ أَبُو بَكْرٍ آخِر الأَعيَان مِمَّنْ شَاهدنَاهُ مَعْرِفَةً وَحفظاً وَإِتقَاناً وَضبطاً لِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَفَنُّناً فِي عِلَلِهِ وَأَسَانِيْده وَعِلماً بصَحِيْحه وَغرِيبه وَفردِه وَمنكره وَمَطْرُوحِهِ وَلَمْ يَكُنْ لِلبغدَادِيين بَعْد أَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ مِثْله. سَأَلت أَبَا عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِيّ عَنِ، الخَطِيْب وَأَبِي نَصْرٍ السِّجْزِيّ: أَيُّهُمَا أَحْفَظ؟ ففضل الخطيب تفضيلًا بينًا.
قَالَ المُؤتَمَن السَّاجِيّ: مَا أَخَرَجتْ بَغْدَادُ بَعْد الدَّارَقُطْنِيّ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي: لَعَلَّ الخَطِيْبَ لَمْ يَرَ مِثْل نَفْسه.
أَنْبَأَني بِالقولين المُسَلَّم بنُ مُحَمَّدٍ عَنِ، القَاسِمِ بنِ عَسَاكِر حَدَّثَنَا، أَبِي حَدَّثَنَا، أَخِي هِبَةُ اللهِ حَدَّثَنَا، أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ عَنْهُمَا.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشيرَازِيُّ الفَقِيْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ يُشَبَّهُ بِالدَّارَقُطْنِيّ وَنُظَرَائِهِ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْث وَحفظه.
وَقَالَ أَبُو الفتيَان الحَافِظ: كَانَ الخَطِيْبُ إِمَامَ هَذِهِ الصّنعَة مَا رَأَيْتُ مِثْله.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب: سَمِعْتُ الخَطِيْب يَقُوْلُ: كتب مَعِي أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيّ كِتَاباً إِلَى أبي