أَنْ أَرَدْتُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَى أَنْفِهِ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَرُعِبْتُ، وَرَجَعْتُ إِلَى خَلْفٍ، فَتَعَلَّقَتْ قَبِيْعَةُ سَيْفِي بِالعَتَبَةِ فَعَثَرْتُ وَانْدَقَّ السَّيْفُ، وَكَادَ أَنْ يَجْرَحَنِي وَاسْتَدْعَيْتُ سَيْفاً، وَجِئْتُ فَوَقَفْتُ سَاعَةً فَتَلِفَ الرَّجُلُ فَشَدَدْتُ لَحْيَيْهِ وَغَمَّضْتُهُ، وَسَجَّيتُهُ وَأَخَذَ الفَرَّاشُوْنَ مَا تَحْتَهُ لِيَرُدُّوْهُ إِلَى الخَزَائِنِ وَتُرِكَ، وَحْدَهُ فَقَالَ ابْنُ أَبِي دُوَادَ: إِنَّا نُرِيْدُ أَنْ نَتَشَاغَلَ بِعَقْدِ البَيْعَةِ فَاحْفَظْهُ فَرَدَدْتُ بَابَ المَجْلِسِ، وَجَلَسْتُ عِنْدَ البَابِ فَحَسَسْتُ بَعْدَ سَاعَةٍ بِحَرَكَةٍ أَفْزَعَتْنِي فَأَدخُلُ فَإِذَا بِجَرْذُوْنٍ قَدِ اسْتَلَّ عَيْنَ الوَاثِقِ فَأَكَلَهَا فَقُلْتُ: لاَ إِلَهَ إلَّا الله هذه العين التي فتحها من سَاعَةٍ فَانْدَقَّ سَيْفِي هَيْبَةً لَهَا!
قُلْتُ: كَانَتْ خِلاَفَتُهُ خَمْسَ سِنِيْنَ، وَنِصْفاً مَاتَ بِسَامَرَّا لِسِتٍّ بَقِيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ، وَمائَتَيْنِ وَبَايَعُوا بَعْدَهُ أَخَاهُ المُتَوَكِّلَ.