1603- أحمد بن أبي خالد 1:

الأحوال الكَاتِبُ، أَبُو العَبَّاسِ وَزَرَ لِلْمَأْمُوْنِ بَعْد الفَضْلِ بنِ سَهْلٍ.

وَكَانَ جَوَاداً مُمَدَّحاً شَهْماً، دَاهِيَةً سَائِساً زَعِراً.

قَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَقَدْ أُعْطَيْتَ مَا لَمْ يُعْطِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وَيْلَكَ! مَا هُوَ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك} [آلُ عِمْرَانَ: 159] وَأَنْتَ فَظٌّ غَلِيْظٌ وَلاَ يَنْفَضُّ مَنْ حَوْلَكَ.

وَكَانَ أَبُوْهُ كَاتِباً لِوَزِيْرِ المَهْدِيِّ أَصْلُهُ مِنَ الأُرْدُنِّ وَقَدْ نَابَ أَحْمَدُ فِي الوِزَارَةِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ.

قَالَ الصُّوْلِيُّ: حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ العَبَّاسِ يَقُوْلُ: بَعَثَنِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَالِدٍ إِلَى الأَمِيْرِ طَلْحَةَ بنِ طَاهِرٍ، وقال لي: قل لَهُ: لَيْسَتْ لَكَ بِالسَّوَادِ قَرْيَةٌ، وَهَذِهِ أَلْفُ ألف درهم فاشترها بِهَا قَرْيَةً، وَاللهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لَتَسُرَّنِّي، وَإِنْ أَبَيْتَ لَتُغْضِبَنِّي.

فَرَدَّهَا، وَقَالَ: أَخْذُهَا غُنْمٌ، وَالحَالُ بَيْنَنَا تَرْتَفِعُ عَنْ مَزِيْدِ الوِدِّ، أَوْ نَقْصِهِ قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ أَكْرَمَ مِنْهُمَا.

وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي طَاهِرٍ: كَانَ أَحْمَدُ عَابِساً مُكْفَهِرّاً فِي وَجْهِ الخَاصِّ، وَالعَامِّ غَيْرَ أَنَّ فِعْلَهُ كَانَ حَسَناً.

وَمِنْ كَلاَمِ أَحْمَدَ قَالَ: مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى نَفْسِهِ بِالبَذْلِ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى عَدُوِّهِ بِالقَتْلِ.

قُلْتُ: الشَّجَاعَةُ وَالسَّخَاءُ أَخَوَانِ فَمَنْ لَمْ يَجُدْ بِمَالِهِ فَلَنْ يَجُوْدَ بِنَفْسِهِ.

مَاتَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: سَنَةَ اثْنَتَيْ عشرة ومائتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015