ابن قيس، الإِمَامُ شَيْخُ الأَنْدَلُسِ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَنْدَلُسِيُّ، المُقْرِئُ.
ارْتَحَلَ وَأَخَذَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَمَالِكٍ وَنَافِعِ بنِ أَبِي نُعَيْمٍ، وَتَلاَ عَلَيْهِ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبِيْبٍ، وَأَصْبَغُ بنُ خَلِيْلٍ، وَعُثْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الغَازِ، وَآخَرُوْنَ.
وَحَفِظَ المُوَطَّأَ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: قرَأَ عَلَى نَافِعٍ وَضَبَطَ عَنْهُ اخْتِيَارَهُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَدخَلَ قِرَاءةَ نافع، وموطأ مَالِكٍ إِلَى الأَنْدَلُسِ.
وَعَنْهُ قَالَ: عَرَضْتُ مُصْحَفِي هَذَا بِمُصْحَفِ نَافِعٍ ثَلاَثَ عَشْرَةَ مَرَّةً.
رَوَى القِرَاءةَ عَنِ الغَازِي: وَلَدُهُ عَبْدُ اللهِ وَكَانَ إِمَاماً صَالِحاً عَابِداً مُتَهَجِّداً، مُجَابَ الدَّعْوَةِ كَبِيْرَ الشَّأْنِ، حَاذِقاً بِرَسْمِ المُصْحَفِ كَانَ يَقُوْلُ: مَا كَذَبتُ مُنْذُ احْتَلَمتُ.
قَالَ الدَّانِيُّ: هُوَ قُرْطُبِيٌّ. وَقَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: كَانَ مِنْ أَهْلِ إِفْرِيْقِيَةَ.
وَعَنْ أَصْبَغَ بنِ خَلِيْلٍ، سَمِعَ الغَازِيَّ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا كَذَبتُ كِذبَةً قَطُّ مُنْذُ اغْتَسَلتُ، وَلَوْلاَ أَنَّ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ قَالَهُ مَا قُلْتُهُ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ الغَازِيُّ فِي سَنَةِ تسع وتسعين ومائة.