قَالَ سَعْدُ بنُ شُعْبَةَ: أَوْصَى أَبِي إِذَا مَاتَ أَنْ أَغْسِلَ كُتُبَه, فَغَسَلْتُهَا.

قُلْتُ: وَهَذَا قَدْ فَعَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ: بِالغَسلِ, وَبِالحَرقِ وَبِالدَّفْنِ؛ خَوْفاً مِنْ أَنْ تَقعَ فِي يَدِ إِنْسَانٍ وَاهٍ يَزِيْدُ فِيْهَا, أَوْ يُغِيِّرُهَا.

رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ الحَدَّادُ, عَنْ شُعْبَةَ, قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ مِنْ أَنَسٍ سِوَى أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً, وَالبَاقِي سَمِعَهَا, وَثَبَّتَهُ فِيْهَا ثَابِتٌ البُنَانِيُّ -يَعْنِي: فَكَانَ يَحذِفُ ثَابِتاً وَيُدَلِّسُهَا, فَيَقُوْلُ: عَنْ أَنَسٍ.

مَا أَعْتَقِدُ إلَّا أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ أَضْعَافَ ذَلِكَ, فَإِنَّهُ مُكْثِرٌ عَنْهُ بِحَيْثُ أَنَّهُ لَهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ أَزْيَدَ مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ.

قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: شُعْبَةُ أَحْفَظُ لِلْمَشَايِخِ وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ لِلأَبوَابِ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: فِي صَدْرِي أَرْبَعُ مائَةِ حَدِيْثٍ لأَبِي الزُّبَيْرِ وَاللهِ لاَ حَدَّثْتُ عنه.

قَالَ القَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ أَمرَّ فِي الأَحَادِيْثِ الطِّوَالِ مِنْ سُفْيَانَ.

قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: قِيْلَ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ إِدْرِيْسَ, وَأَبَا خَالِدٍ بنَ عَمَّارٍ يَزْعُمَانِ: أَنَّ شُعْبَةَ أَمْلَى عَلَيْهِمَا. فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَقَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: مَا أَمْلَيتُ عَلَى أَحَدٍ من الناس ببغدادإلَّا عَلَى ابْنِ زُرَيْعٍ أَكْرَهَنِي عَلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَهَا. ثُمَّ قَالَ لَهُ يَحْيَى: لَوْ أَرَدْتُهُ عَلَى الإِمْلاَءِ لأَمْلَى عَلَيَّ وَمَا أَمْلَى وَأَنَا حَاضِرٌ قَطُّ وَلقَدْ جَاءهُ خَارِجَةُ بنُ مُصْعَبٍ وَهُوَ شَيْخٌ وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرِي فَأَخْرَجَ رُقَيْعَةً فَنَفَرَ شُعْبَةُ فَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا هِيَ أَطرَافٌ, فَسَكَنَ.

عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ نَجْدَةَ: قَالَ لِي بَقِيَّةُ: كَانَ شُعْبَةُ يُمْلِي عَلَيَّ, وَذَاكَ أَنَّهُ قَالَ لِي: اكْتُبْ لِي حَدِيْثَ بَحِيْرِ بنِ سَعِيْدٍ. فَكَتَبْتُهَا لَهُ, فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَكتُبَ, وَلاَ يَحِلُّ لَنَا أَنْ نَكْتُبَ عَنْكَ? فَقَالَ لِي: اكْتُبْ. فَكُنْتُ أَكْتُبُ عَنْهُ.

القَوَارِيْرِيُّ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ, قَالَ: أَملَى عَلَيْنَا شُعْبَةُ هَذِهِ المَسَائِلَ مِنْ كِتَابِه -يَعْنِي: مَسَائِلَ الحَكَمِ وَحَمَّادٍ. وَكَانَ يَوْماً قَاعِداً يُسبِّحُ بُكرَةً فَرَأَى قومًا قد بَكَّرُوا فَأَخَذُوا أَمْكِنَةً لِقَومٍ يَجِيْؤُوْنَ بَعْدَهُم وَرَأَى قَوْماً يَجِيْؤُوْنَ فَقَامَ مِنْ مَكَانِهِ فَجَلَسَ فِي آخِرِهِم.

ابْنُ المَدِيْنِيِّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى القَطَّانُ قَالَ: هَؤُلاَءِ شُيُوْخُ شُعْبَةَ مِنَ الكُوْفَةِ لَمْ يَلْقَهُم سُفْيَانُ: عَدِيُّ بنُ ثَابِتٍ طَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ المِنْهَالُ بنُ عَمْرٍو إِسْمَاعِيْلُ بنُ رَجَاءَ, عُبَيْدُ بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015