وَرَوَى أَنَّ قَاصّاً كَانَ يَقرَبُ مُحَمَّدَ بنَ واسع, فقال: مالي أَرَى القُلُوْبَ لاَ تَخشعُ. وَالعُيُوْنَ لاَ تَدمعُ, وَالجُلُوْدَ لاَ تَقشَعِرُّ? فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا فُلاَنُ! مَا أَرَى القَوْمَ أَتَوْا إلَّا مِنْ قِبَلِكَ, إِنَّ الذِّكْرَ إِذَا خَرَجَ مِنَ القَلْبِ وَقَعَ عَلَى القَلْبِ.
وَقِيْلَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ يَسرُدُ الصَّوْمَ وَيُخْفِيْهِ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ عَلَى الأَمِيْرِ بِلاَلِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ, فَدَعَاهُ إِلَى طَعَامِهِ فَاعْتلَّ عَلَيْهِ, فَغَضِبَ, وَقَالَ: إِنِّي أُرَاكَ تَكرَهُ طَعَامَنَا. قَالَ: لاَ تَقُلْ ذَاكَ أَيُّهَا الأَمِيْرُ فَوَاللهِ لَخِيَارُكم أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَبنَائِنَا.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عبد الله, حدثنا مسلم ابن إِبْرَاهِيْمَ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن واسع، عن مطرف ابن عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ قَالَ: "تَمتَّعنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّتَيْنِ فَقَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ"1.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ, مِنْ طَرِيْقِ إِسْمَاعِيْلَ هَذَا.
قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ بَعْضُ وَلَدِ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ: مَاتَ سنة سبع وعشرين ومائة.