قَالَ حَزْمٌ القُطَعِيُّ: قَالَ ابْنُ وَاسِعٍ وَهُوَ فِي المَوْتِ: يَا إِخْوَتَاهُ! تَدرُوْنَ أَيْنَ يُذْهَبُ بِي? وَاللهِ إِلَى النَّارِ, أَوْ يَعْفُوَ اللهُ عَنِّي.

قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: لَمْ يَكُنْ لَهُ كَثِيْرُ عِبَادَةٍ كَانَ يَلْبَسُ قَمِيْصاً بَصْرِياً, وَسَاجاً.

قَالَ مَطَرٌ الوَرَّاقُ: لاَ نَزَالُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ لَنَا أَشْيَاخُنَا: مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ, وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ.

قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ: إِنِّي لأَغبِطُ رَجُلاً مَعَهُ دِيْنُهُ, وَمَا مَعَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ وَهُوَ رَاضٍ.

وَعَنِ ابْنِ وَاسِعٍ, قَالَ: إِذَا أَقْبَلَ العَبْدُ بِقَلْبِهِ عَلَى اللهِ, أَقْبَلَ اللهُ بِقُلُوْبِ العِبَادِ عَلَيْهِ. وَقَالَ يَكفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الوَرَعِ يَسِيْرُ العَمَلِ.

رَوَى هِشَامُ بن حسان، عن محمد بن واسع: وقيل لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحتَ? قَالَ: قَرِيْباً أَجَلِي بَعِيْداً أَمَلِي, سَيِّئاً عَمَلِي.

وَقِيْلَ: اشْتكَى رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ إِلَيْهِ فَقَالَ لِوَلَدِهِ: تَسْتطِيلُ عَلَى النَّاسِ, وَأُمُّكَ اشْترَيتُهَا بِأَرْبَعِ مائَةِ دِرْهَمٍ وَأَبُوْكَ فَلاَ كثَّرَ اللهُ فِي المُسْلِمِيْنَ مِثْلَهُ!.

وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: هَلْ أَبكَاكَ قَطُّ سَابقُ عِلْمِ اللهِ فِيْكَ?

وَعَنْ أَبِي الطَّيِّبِ مُوْسَى بنِ يَسَارٍ, قَالَ: صَحِبتُ مُحَمَّدَ بنَ وَاسِعٍ إِلَى مَكَّةَ, فَكَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ أجمعه يصلي في المحمل جالسا ويومىء.

وَقِيْلَ: إِنَّ حَوْشَباً قَالَ لِمَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ: رَأَيْتُ كَأَنَّ مُنَادِياً يُنَادِي الرَّحِيْلَ الرَّحِيْلَ فَمَا ارْتَحلَ إلَّا مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ فَبَكَى مَالِكٌ, وخر مغشيا عليه.

قَالَ مُضَرُ: كَانَ الحَسَنُ يُسَمِّي مُحَمَّدَ بنَ وَاسِعٍ: زَيْنَ القُرَّاءِ.

وَعَنِ ابْنِ وَاسِعٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبكِي عِشْرِيْنَ سَنَةً, وَامْرَأَتُهُ مَعَهُ لاَ تَعْلَمُ.

أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى, حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ، عَنْ هِشَامٍ, قَالَ: دَعَا مَالِكُ بنُ المُنْذِرِ الوَالِي مُحَمَّدَ بنَ وَاسِعٍ, فَقَالَ: اجْلِسْ عَلَى القَضَاءِ, فَأَبَى فَعَاوَدَهُ, وَقَالَ: لَتَجلِسَنَّ أَوْ لأَجْلِدَنَّكَ ثَلاَثَ مائَةٍ. قَالَ: إِنْ تَفْعَلْ, فَإِنَّك مُسلَّطٌ, وَإِنَّ ذَلِيْلَ الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ ذَلِيْلِ الآخِرَةِ.

قَالَ: وَدَعَاهُ بَعْضُ الأُمَرَاءِ, فَأَرَادَهُ عَلَى بَعْضِ الأَمْرِ, فَأَبَى, فَقَالَ: إِنَّكَ أَحْمَقٌ. قَالَ مُحَمَّدٌ: مَا زِلْتُ يُقَالُ لِي هَذَا مُنْذُ أَنَا صَغِيْرٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015