وَدَعَا بِصَيْقَلٍ1، فَنَظَر، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ حَدِيْدَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْهَا. قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: وَلاَ وَاللهِ مَا رَأَى النَّاسُ مِثْلَ صَاحِبِهَا! يَا مُحَمَّدُ هَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ قَالَ [مُحَمَّدٌ] : أَيُّنَا أَحَقُّ بِهِ، فَلْيَأْخُذْهُ قَالَ "عَبْدُ المَلِكِ": إِنْ كَانَ لَكَ قَرَابَةٌ, فَلِكُلٍّ قَرَابَةٌ فَأَعْطَاهُ مُحَمَّدٌ إِيَّاهُ ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ [إِنَّ] هَذَا -وَأَشَارَ إِلَى الحَجَّاجِ- قَدِ اسْتَخَفَّ بِي, وَآذَانِي, وَلَوْ كَانَتْ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ أَرْسَلَ إِلَيَّ فِيْهَا. قَالَ لاَ إِمْرَةَ لَهُ عَلَيْكَ. فَلَمَّا وَلَّى مُحَمَّدٌ, قَالَ عَبْدُ المَلِكِ لِلْحَجَّاجِ: أَدْرِكْهُ فَسُلَّ سَخِيْمَتَهُ فَأَدْرَكَهُ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ لأَسُلَّ سَخِيْمَتَكَ, وَلاَ مَرْحَباً بِشَيْءٍ سَاءكَ. قَالَ وَيْحَكَ يَا حَجَّاجُ! اتَّقِ اللهَ، وَاحْذَرْهُ، مَا مِنْ صَبَاحٍ إلَّا ولله في كل عبد من عِبَادِه ثَلاَثُ مائَةٍ وَسِتُّوْنَ لَحْظَةً، إِنْ أَخَذَ أَخَذَ بِمَقْدِرَةٍ وَإِنْ عَفَا عَفَا بِحِلْمٍ, فَاحْذَرِ اللهَ. فَقَالَ: لاَ تَسْأَلُنِي شَيْئاً إلَّا أَعْطَيْتُكَهُ قَالَ: وَتَفْعَلُ قَالَ: نَعَمْ قَالَ صُرْمُ الدَّهْرِ.
الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ الحَجَّاجَ أراد يَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى المَقَامِ فَزَجَرَهُ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ وَنَهَاهُ.
إِسْرَائِيْلُ: حَدَّثَنَا ثُوَيْرٌ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ يَخْضِبُ بِالحِنَّاءِ وَالكَتَمِ2.
وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ: أَنَّهُ رَأَى ابْنَ الحَنَفِيَّةِ يَرْمِي الجِمَارَ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ.
وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ الحَنَفِيَّةِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَصْفَرَ بِعَرَفَةَ.
وَعَنْ رِشْدِيْنَ بنِ كُرَيْبٍ: رَأَيْتُ ابْنَ الحَنَفِيَّةِ يعتم بعمامة سوداء، ويريخها شِبْراً أَوْ دُوْنَهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أيمن: رأيت على ابن الحنيفة عِمَامَةً سَوْدَاءَ.
وَقِيْلَ لابْنِ الحَنَفِيَّةِ: لِمَ تَخْضِبُ؟ قَالَ: أَتَشَبَّبُ بِهِ لِلنِّسَاءِ.
أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَيْمَنَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إلى محمد بن الحَنَفِيَّةِ فَإِذَا هُوَ مُكَحَّلٌ مَصْبُوْغُ اللِّحْيَةِ بِحُمْرَةٍ فرجعت فقلت لأبي بعثتني إِلَى شَيْخٍ؟! مُخَنَّثٍ؟! قَالَ: يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ ذاك محمد بن علي.