فِي جَنَنٍ، وَمُدْرَجٍ فِي كَفَنٍ، وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجعُوْنَ, نَسْأَلُ مَنِ ابْتَلاَنَا بِمَوْتِكَ, وَفَجَعَنَا بِفَقْدِكَ: أَنْ يُوْسِعَ لَكَ فِي قَبْرِكَ, وَأَنْ يَغْفِرَ لَكَ يَوْمَ حَشْرِكَ. أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ فِي بِلاَدِهِ هُمْ شُهُوْدُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَإِنَّا لَقَائِلُوْنَ حَقّاً وَمُثْنُوْنَ صِدْقاً وَهُوَ أَهْلٌ لِحُسْنِ الثَّنَاءِ أَمَا وَالَّذِي كُنْتُ مِنْ أَجَلِهِ فِي عِدَّةٍ وَمِنَ الحَيَاةِ فِي مُدَّةٍ وَمِنَ المِضْمَارِ إِلَى غَايَةٍ وَمِنَ الآثَارِ إِلَى نِهَايَةٍ الَّذِي رُفِعَ عَمَلُكَ عِنْد انْقَضَاءِ أَجَلِكَ لَقَدْ عِشْتَ مَوْدُوْداً حَمِيْداً, وَمُتَّ سَعِيْداً فَقِيْداً, وَلَقَدْ كُنْتَ عَظِيْمَ الحِلْمِ, فَاضِلَ السَّلْمِ, رفيع العماد, واري الزناد, منير الحَرِيْمِ, سَلِيْمَ الأَدِيْمِ, عَظِيْمَ الرَّمَادِ, قَرِيْبَ البَيْتِ مِنَ النَّادِ.

قَالَ قُرَّةُ بنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الضَّحَّاكِ: أَنَّهُ أَبْصَرَ مُصْعَباً يَمْشِي فِي جَنَازَةِ الأَحْنَفِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ.

قَالَ الفَسَوِيُّ: مَاتَ الأَحْنَفُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَقَالَ جَمَاعَةٌ مَاتَ فِي إِمْرَةِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ عَلَى العِرَاقِ, رَحِمَهُ الله.

قلت: قد استقصى الحافظ بن عَسَاكِرَ تَرْجَمَةَ الأَحْنَفِ فِي كَرَارِيْسَ, وَطَوَّلْتُهَا -أَنَا- فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ" رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015