السَّفِيْنَةِ، قِفُوْا أُخْبِرْكُمْ, فَقُمْتُ فَنَظَرْتُ يَمِيْناً وَشِمَالاً فَلَمْ أَرَ شَيْئاً، حَتَّى نَادَى سَبْعَ مِرَارٍ, فَقُلْتُ: أَلاَ تَرَى فِي أَيِّ مَكَانٍ نَحْنُ؟ إِنَّا لاَ نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَقِفَ, فَقَالَ: ألَا أُخْبِرُكَ بِقَضَاءٍ قَضَى اللهُ عَلَى نَفْسِهِ: إِنَّهُ مَنْ عَطَّشَ نَفْسَهُ للهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو مُوْسَى لاَ تَكَادُ تلقاه في يوم حار إلَّا صَائِماً.

وَرَوَاهُ ابْنُ المُبَارَكِ فِي "الزُّهْدِ", حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ وَاصِلٍ.

الأَعْمَشُ, عَنْ أَبِي الضُّحَى, عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِي مُوْسَى فِي غَزَاةٍ، فَجَنَّنَا اللَّيْلُ فِي بُسْتَانٍ خَرِبٍ, فَقَامَ أَبُو مُوْسَى يُصَلِّي وَقَرَأَ قِرَاءةً حَسَنَةً, وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ المُؤْمِنُ تُحِبُّ المُؤْمِنَ, وَأَنْتَ المُهَيْمِنُ تُحِبُّ المُهَيْمِنَ, وَأَنْتَ السَّلاَمُ تُحِبُّ السَّلاَمَ.

وَرَوَى صَالِحُ بنُ مُوْسَى الطَّلْحِيُّ, عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: اجْتَهَدَ الأَشْعَرِيُّ قَبْلَ مَوْتِهِ اجْتِهَاداً شَدِيْداً, فَقِيْلَ لَهُ: لَوْ أَمْسَكْتَ وَرَفَقْتَ بِنَفْسِكَ, قَالَ: إِنَّ الخَيْلَ إِذَا أُرْسِلَتْ فَقَارَبَتْ رَأْسَ مَجْرَاهَا, أَخْرَجَتْ جَمِيْعَ مَا عِنْدَهَا, وَالَّذِي بَقِيَ مِنْ أَجَلِي أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ.

حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا مُوْسَى كَانَ لَهُ سَرَاوِيْلُ يَلْبَسُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَتَكَشَّفَ.

الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ، قَالَ: كُنَّا مع حذيفة جلوسًا, فدخل عبد الله وَأَبُو مُوْسَى المَسْجِدَ، فَقَالَ: أَحَدُهُمَا مُنَافِقٌ, ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْياً وَدَلاًّ وَسَمْتاً بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدُ اللهِ.

قُلْتُ: مَا أَدْرِي مَا وَجْهُ هَذَا القَوْلِ، سَمِعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ مِنْهُ, ثُمَّ يَقُوْلُ الأَعْمَشُ: حَدَّثْنَاهُمْ بِغَضَبِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم, فاتخذه دِيْناً.

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: كَانَ الأَعْمَشُ بِهِ دِيَانَةٌ مِنْ خَشْيَتِهِ.

قُلْتُ: رُمِيَ الأَعْمَشُ بِيَسِيْرِ تَشَيُّعٍ, فَمَا أَدْرِي.

وَلاَ رَيْبَ أَنَّ غُلاَةَ الشِّيْعَةِ يُبْغِضُوْنَ أَبَا مُوْسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ لِكَوْنِهِ مَا قَاتَلَ مَعَ عَلِيٍّ، ثُمَّ لَمَّا حَكَّمَهُ عَلِيٌّ عَلَى نَفْسِهِ عَزَلَهُ، وَعَزَلَ مُعَاوِيَةَ، وَأَشَارَ بِابْنِ عُمَرَ, فَمَا انْتَظَمَ مِنْ ذَلِكَ حَالٌ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ عَلْقَمَةَ, عن داود بن الحصين، عن عكرمة, عن ابن عباس: قلت لعلي يوم الحَكَمَيْنِ: لاَ تُحَكِّمِ الأَشْعَرِيَّ؛ فَإِنَّ مَعَهُ رَجُلاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015