كَثِيْرُ بنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ الأَصَمِّ قَالَ: تَلَقَّيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ مُقْبِلَةٌ مِنْ مَكَّةَ أَنَا وَابْنُ أُخْتِهَا وَلَدٌ لِطَلْحَةَ وَقَدْ كُنَّا وَقَعْنَا فِي حَائِطٍ بِالمَدِيْنَةِ فَأَصَبْنَا مِنْهُ فَبَلَغَهَا ذَلِكَ فَأَقْبَلَتْ عَلَى ابْنِ أُخْتِهَا تَلُوْمُهُ ثُمَّ وَعَظَتْنِي مَوْعِظَةً بَلِيْغَةً ثُمَّ قَالَتْ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ سَاقَكَ حَتَّى جَعَلَكَ فِي بَيْتِ نَبِيِّهِ ذَهَبَتْ وَاللهِ مَيْمُوْنَةُ وَرُمِيَ بِحَبْلِكَ عَلَى غَارِبِكَ أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَتْقَانَا للهِ وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ1!
وَبِهِ، أَنْبَأَنَا يَزِيْدُ: أَنَّ ذَا قَرَابَةٍ لِمَيْمُوْنَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَتْ مِنْهُ رِيْحَ شَرَابٍ فَقَالَتْ: لَئِنْ لَمْ تَخْرُجْ إِلَى المُسْلِمِيْنَ فَيَجْلِدُوْكَ لاَ تَدْخُلْ عَلَيَّ أَبَداً2.
إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ: بَعَثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَقُوْدُ بَعِيْرَ مَيْمُوْنَةَ فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهَا تُهِلُّ حَتَّى رَمَتِ الجَمْرَةَ3.
أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ بنُ الأصم: رأيت ميمونة تحلق رأسها.
جرير بن حازم، عن أبي فزارة، عن يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ قَالَ: دَفَنَّا مَيْمُوْنَةَ بِسَرِفٍ فِي الظُلَّةِ الَّتِي بَنَى بِهَا فِيْهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ كَانَتْ حَلَقَتْ فِي الحَجِّ. نَزَلْتُ فِي قَبْرِهَا أَنَا وَابْنُ عَبَّاسٍ4.
وَعَنْ عَطَاءٍ: تُوُفِّيَتْ مَيْمُوْنَةُ بِسَرِفٍ فَخَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَيْهَا فَقَالَ: إِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلاَ تُزَلْزِلُوْهَا وَلاَ تُزَعْزِعُوْهَا.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ فَحُمِلَتْ عَلَى الأَعْنَاقِ بِأَمْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى سَرِفٍ وَقَالَ: ارْفُقُوا بِهَا فَإِنَّهَا أُمُّكُمْ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَتْ فِي خِلاَفِةِ يَزِيْدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَلَهَا ثَمَانُوْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: لَمْ تَبْقَ إِلَى هَذَا الوَقْتِ فَقَدْ مَاتَتْ قَبْلَ عَائِشَةَ. وَقَدْ مَرَّ قَوْلُ عَائِشَةَ: ذَهَبَتْ مَيْمُوْنَةُ ...
وَقَالَ خَلِيْفَةُ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
رُوِيَ لَهَا سَبْعَةُ أَحَادِيْثَ فِي الصَّحِيْحَيْنِ وَانْفَرَدَ لَهَا البُخَارِيُّ بِحَدِيْثٍ وَمُسْلِمٌ بِخَمْسَةٍ. وَجَمِيْعُ مَا رَوَتْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً.