وَقِيْلَ إِنَّهُ أَنْشَدَ:
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَوِ انَّ عِلْمِيَ نَافِعِي ... أَنَّ الحَيَاةَ مِنَ المَمَاتِ قَرِيْبُ
فلم ينشب أن قتله بن جُرْمُوْزٍ.
وَرَوَى حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بنِ جَاوَانَ قَالَ قُتِلَ طَلْحَةُ وَانْهَزَمُوا فَأَتَى الزُّبَيْرُ سَفَوَانَ فَلَقِيَهُ النَّعِرُ المُجَاشِعِيُّ فَقَالَ يَا حَوَارِيَّ رَسُوْلِ اللهِ! أَيْنَ تَذْهَبُ? تَعَالَ فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي فَسَارَ مَعَهُ وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الأَحْنَفِ فَقَالَ إِنَّ الزُّبَيْرَ بِسَفَوَانَ فَمَا تَأْمُرُ إِنْ كَانَ جَاءَ فَحَمَلَ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ حَتَّى إِذَا ضَرَبَ بَعْضُهُمْ حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ أراد أن يلحق ببنيه? قال فسمعها عُمَيْرُ بنُ جُرْمُوْزٍ وفَضَالَةُ بنُ حَابِسٍ وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ نُفَيْعٌ فَانْطَلَقُوا حَتَّى لَقَوْهُ مُقْبِلاً مَعَ النَّعِرِ وَهُمْ فِي طَلَبِهِ فَأَتَاهُ عُمَيْرٌ مِنْ خَلْفِهِ وَطَعَنَهُ طَعْنَةً ضَعِيْفَةً فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ فَلَمَّا اسْتَلْحَمَهُ وَظَنَّ أَنَّهُ قَاتِلُهُ قَالَ: يَا فَضَالَةُ! يَا نُفَيْعُ! قَالَ فَحَمَلُوا عَلَى الزُّبَيْرِ حَتَّى قَتَلُوْهُ.
عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا فُضَيلُ بنُ مَرْزُوْقٍ، حَدَّثَنِي شقِيْقُ بنُ عُقْبَةَ، عَنْ قُرَّةَ بنِ الحَارِثِ، عَنْ جونِ بنِ قتَادَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ الجمل وكانوا يسلمون عليه بالإمارة إلى أن قال: فطعنه بن جُرْمُوْزٍ ثَانِياً فَأَثْبَتَهُ فَوَقَعَ وَدُفِنَ بِوَادِي السِّبَاعِ وَجَلَسَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَبْكِي عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ.
قُرَّةُ بنُ حَبِيْبٍ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ أَبِي الحَكَمِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ جِيْءَ بِرَأَسِ الزُّبَيْرِ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ عَلِيٌّ تَبَوَّأْ يَا أَعْرَابِيُّ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ، حَدَّثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ قاتل الزبير في النار.
شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ الشعبي يقول أدركت خمس مئة أَوْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّحَابَةِ يَقُوْلُوْنَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ.
قُلْتُ لأَنَّهُم مِنَ العَشْرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ وَمِنَ البَدْرِيِّيْنَ وَمِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ وَمِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ الَّذِيْنَ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ رَضِيَ عَنْهُم وَرَضُوْا عَنْهُ وَلأَنَّ الأَرْبَعَةَ قُتِلُوا وَرُزِقُوا الشَّهَادَةَ فَنَحْنُ مُحِبُّوْنَ لَهُم بَاغِضُوْنَ لِلأَرْبَعَةِ الَّذِيْنَ قَتَلُوا الأَرْبَعَةَ.
أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ لَقِيْتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بنَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ لاَ يُرَى إلَّا عَيْنَاهُ وَكَانَ يُكْنَى أَبَا ذَاتِ الكَرِشِ فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالعَنَزَةِ فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنِهِ فَمَاتَ فَأُخْبِرْتُ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ: لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ ثُمَّ تَمَطَّيْتُ فَكَانَ الجهدَ أَنْ نَزَعْتُهَا -يَعْنِي الحَرْبَةَ- فَلَقَدِ انْثَنَى طَرَفُهَا.