قَالَ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ وَغَيْرُهُ، عَنْ هِلاَلِ بنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الجَمَلِ يابن صفية! هذه عائشة تملك الملك طَلْحَةَ فَأَنْتَ عَلاَمَ تُقَاتِلُ قَرِيْبَكَ عَلِيّاً? زَادَ فِيْهِ غَيْرُ أَبِي شِهَابٍ: فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ فَلَقِيَهُ ابْنُ جُرْمُوْزٍ فَقَتَلَهُ.
قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَخِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: حَارَبَنِي خَمْسَةٌ: أَطْوَعُ النَّاسِ فِي النَّاسِ: عَائِشَةُ وَأَشْجَعُ النَّاسِ: الزُّبَيْرُ وَأَمْكَرُ النَّاسِ: طَلْحَةُ لَمْ يُدْرِكْهُ مَكْرٌ قَطُّ وَأَعْطَى النَّاسِ: يَعْلَى بنُ مُنْيَةَ1 وَأَعَبَدُ النَّاسِ: مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ كَانَ مَحْمُوداً حَتَّى اسْتَزَلَّهُ أَبُوْهُ وَكَانَ يَعْلَى يُعطِي الرَّجُلَ الوَاحِدَ ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً وَالسِّلاَحَ وَالفَرَسَ عَلَى أَنْ يُحَارِبَنِي.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جَرْوٍ المَازِنِيِّ قَالَ شَهِدْتُ عَلِيّاً وَالزُّبَيْرَ حِيْنَ تَوَاقَفَا فَقَالَ عَلِيٌّ يَا زُبَيْرُ! أنشدك الله أسمعت رسول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ إِنَّكَ تُقَاتِلُنِي وَأَنْتَ لِي ظَالِمٌ? قَالَ: نَعَمْ وَلَمْ أَذْكُرْهُ إلَّا فِي موقفي هذا ثم انصرف.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ وَقَدْ رَوَى نَحْوَهُ مِنْ وُجُوْهٍ سُقْنَا كَثِيْراً مِنْهَا فِي كتاب "فتح المطال".
قَالَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى قال: انصرف الزبير يَوْمَ الجَمَلِ، عَنْ عَلِيٍّ فَلَقِيَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ فَقَالَ جُبْناً جُبْناً! قَالَ قَدْ عَلِمَ الناس أني لست بجبان ولكن ذكرني علي شيئا سمعته مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فحلفت أن لا أقاتله ثم قال:
ترك الأمور التي أخشى عواقبها ... في الله أحسن في الدنيا وفي الدين2