يوسف التملي الناشئ في الْحَمراء، وموسى بن أحمد التدماوي، وموسى بن إبراهيم، وعلي بن أبي بكر التيزختي، ومُحمد بن إبراهيم أعجلي، وأحمد أتجَّار، ومُحمد الضحاكي، وأحمد بن مَحمود، ومُحمد بن الْحُسين الماسيان، والطاهر البعاريري أستاذ سيدي الزوين الحوزي، وعشرات فعشرات ممن وقفنا على أسمائهم، وعرفناهم أساطين القراءات، إمَّا تعليما وتأليفا، وإمَّا تعليما فقط.
كان هذا الفن معتَنَى به قبل الأجيال الأخيرة اعتناء كثيرا، وكان غالب العلماء مُلمين به أو متقنيه، ثُمَّ تناقص ذلك حتى كان في جهة، وأرباب العلم والفهم في جهة أخرى، فتحسب مئات من العلماء قلما تَجد منهم مَنْ يتقنه، كما تَحسب عشرات من متقنيه، ثُم لا تراهم إلا من حفظة القرآن فقط، بلا علم ولا فهم، وهذا هو السبب حتى تناقصت أهميته شيئا فشيئا، بعد ما كان في الأوج، وبعد ما كان له في سوس شأن يرتحل إلى أخذه عن أساتذته، مثل ما فعل ابن عبد السلام الفاسي في آخر القرن الثاني عشر، فينزل في آيت صواب، فيفيد الفنون العلمية التي عنده، ويأخذ هذا الفن (?)، ذلك ما كان أمس، وأمَّا اليوم فقد دخل هذا الفن في خبر كان، ولَم يبق من أربابه إلا الأقلون، هُم هامة اليوم أو الغد.
فن التفسير لكلام الله والاعتناء به اشتهر في سوس من قديم إلى العصر الذي أدركناه، وأول من نعرفه من الْمُتصفين بِهذا الفن والبراعة فيه، كما يقوله المعرفون به؛ هو: أبو يَحيَى الكرسيفي من أهل القرن السابع، المتخرج من الأندلس، ثُمَّ لَم يزل يذكر في مدارس التدريس، وإن كان قليل الالتفات إليه حول مناضد المؤلفين إلى هذا الجيل الذي أدركناه، وقد عرفنا من بنات الأقلام حوله كتاب (الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة) لِحسين الشوشاوي، وكتاب التفسير (?) مقترحا على بعضهم من بعض قضاة الجماعة في إيليغ، في العصر الذهبي للعلوم العربية بسوس، كما سمعنا كتابا يذكر حول (مشكلات القرآن) لبعض العلماء الجراريين، ولكن إن لَم يعتن كثير الاعتناء بالإمعان في هذا الفن من هذه الناحية، (أي: التفسير للمعاني)