سوس العالمه (صفحة 29)

الفخار؛ فإنه لولاهم لَمَا رأينا هذه الْحَركة النشيطة، فقد رفعوا ثانيا أكثر من معاصريهم راية المعارف، فساقوا إليها بروح التنافس، وبسائق حفزهم إليها (?)، ولولاهم لكنا نرى من انطفاء المعارف بسوس في أواسط الثالث عشر ما نراه في أواسط الرابع عشر، ولكن الله رحيم، فانتشر بِهؤلاء ما انتشر، حتى تَجاوزت أمواج علومهم التي يبثونَها الأطلس إلى قبائل الحوز، فتأسست من (1242هـ) مدارس: مزوضة وأبي السباع، وكدميوة، ومسفيوة، والرحامنة، وكل قبائل الحوز وما إليها، فلو كانت الجهود التيمكيدشتيَّة تَجمع كل الفنون التي كانت يعتني بِها قبلها، ثُم بثتها بِهذه الْهِمَّة؛ لكنا نرى حلقتي الثالث عشر وما بعده متصلتين بِحلقات الثاني عشر وما قبله إلى التاسع.

الْخُلاصة:

إن النهضة العلمية التي طلعت مع التاسع لَم تزل في العاشر، فالْحَادي عشر، فالثاني عشر، ثُمَّ اعتراها ما اعتراها بعد صدر الثالث عشر، ثم طلعت نَهضة أخرى دونَها، ولكنها أيضا لَها قوة ونشاط وانتشار في القبائل، وإن كانت دون قوة ونشاط سابقتها فتموجت أمواجها، وتدافعت بكل ما أوتيته من قوة، إلى أن مضى صدر هذا القرن الذي أدركنا عقبه، فأدركنا ذيولا من تلك النهضة، ثُم طويت الصحف وجفت الأقلام، إلا بعض إثارات منبثة هنا وهناك (?).

ذلك ما انتهت إليه دراستنا للموضوع، ولعلنا صادفنا في هذه الدراسة النتيجة التي جعلناها خلاصة لكل ما ذكرناه عن تلك النهضة العلمية الباهرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015