تقع هذه المدرسة بقبيلة إيلالْن، وكانت مدرستهم زاوية علمية تتابعوا فيها بالتدريس والإرشاد منذ عهد جدِّهم علي بن سعيد المتوفى عام (1225هـ)، ولا يزال منهم الآن أفذاذا كبار، وقد يشارطون في مدارس أخرى غير مدرستهم الْخَاصة.
كانت هذه الزاوية مُنذ أواخر القرن العاشر مدرسة علم وإرشاد، فتتابع فيها منذ جد الأسرة يبورك أفذاذ من العلماء ودرسوا وأرشدوا ورحلوا في سبيل العلم والحج، فكان لرجالاتِها شأن متسلسل طوال هذه القرون، فبعد أن كانت زاويتهم وحدها ميدانهم الخاص، غادرها بعضهم إلى خارجها، خصوصا فرع الوَاليَاضِيِّين الذين منهم عبد الله بن إبراهيم اليُوفْتَارْجَائِي المتوفى عام (1314هـ)، وقبله مُحمد بن الطيفور المتوفى نَحو (1252هـ)، وقد كانت هذه الزاوية بِمثابة أن يَختلف إليها أمثال أحْمَد الصوابي ليدرس فيها البخاري، وقد أدركه أجله هناك.
كانت مشهورة برجالات من الأَسْغَارْكِيسيِّين؛ كعبد الله بن إبراهيم المتوفى عام (1314هـ)، شيخ الْجَماعة في عصره، وقد كان فيها قبله وبعده آخرون.
في قبيلة هشتوكة مدارس شتى هذه من كُبرياتِها، فقد كانت من قبل القرن الثالث عشر، ثُم استفحلت بالشيخ سيدي سعيد الشريف الكثيي المتوفى نَحو عام (1295هـ)، ثُم جاء الأستاذ مُحمد أعْبُّو فتتابع ازدهارها إلى أن توفي نَحو عام (1332هـ)، ثُم تتابعت فيها الدراسة إلى الآن، وقد كانت حينا تُسمى جامع الأزهر السوسي؛ لكثرة تلاميذها من سوس ومن الْحوز ومن الصحراء.