مبارك بن المصلوت، وقد كان هذا آخر مدرس هناك، وكان يدرس في الجامع وإن كان الطلبة يسكنون بالمدرسة، كما كان شيخنا القاضي سيدي الفاطمي الشرادي يفعل أيضا أيام قضائه بتارودانت، وكانت المدرسة عامرة بطلبة الأستاذ عبد الله خرباش الذي ما كان هو نفسه يغب دروس القاضي (?).
تقع في تُومْلِيلين بقبيلة هيلانة (إيلالْن) وكانت أقدم من القرن الثاني عشر، وقد درس فيها إذ ذاك العلامة الأديب عبد الله بن مبارك، ثُم القرن تتابعت فيها الدراسة إلى العهد الأخير، ولا يزال فيها بعض بصيص.
من أوائل القرن الثاني عشر صار تلاميذ تَامْكروت يردون إلى سوس فيعمرونه بالعلم؛ لأنَّهم لَم يتعودوا في زاوية تامجروت إلا الدراسة والسعي في المصلحة العامة، فكان من بين هؤلاء الواردين الشيخ أحمد الصوابي المتوفى (1149هـ) فنزل في مَحل بوادي ماسة عن إذن القبيلة، فسمي المحل حِمى الصوابي، فقامت به هناك مدرسة عظيمة رفرفت فيها العلوم، وأوى إليه أمثال أحْمَد الورزازي دفين تطوان، يدرس فيها، ثُم تَخرج منها أمثال الحضيكي، ثُم تسلسلت فيها الدراسة على يد التَّاسَاكَاتي المتوفى عام (1214هـ) ثم على يد العلماء المرزجَانِيِّين، ثُم لَم تنقطع الدراسة هناك إلا بعد مفتتح هذا القرن الرابع عشر.
كان مُحمد بن علي الهوزالي فتك بإنسان من أهله فهرب إلى تَامْجروت فتعلم هناك القرآن والعلم، ثُم رجع تائبا فعرض نفسه على أولياء الدم فسامحوه، فتوجه للتدريس والتأليف والإرشاد وإزالة البدع، ثُم تابعه أهله إثر وفاته عام (1163هـ) في ذلك الميدان وإن كانوا لا يلازمون أحيانا مدرستهم؛ لأنَّهم قد يدرسون في مدارس أخريات.