من أعاظم الأسر العلمية القاطنة في صحراء سوس، تسلسل فيها العلم منذ أجيال، وهي ذات خزانة طافحة بنوادر الكتب وهم أنفسهم قضاة ومفتون ومؤلفون ومدرسون في خيام كبرى تنتقل بتنقلات حيهم للانتجاع، على عادة أرباب الخيام، وبِحسب التلميذ الوارد أن يأتي بناقة أو أكثر يتخذ حليبها طعامه وحده، فتتداول كل طائفة من الطلبة رعي نياقهم في كل نَهار، ومع كل طالب لوحته الخاصة، أو لوحاته، فيأخذ كل على حدة دروسه وحده، ولا تفارقه لوحته لا في الحي ولا في المرعى، وعادة الأستاذ أن يظل نَهاره كله جالسا يَمر به الطلبة يتلقون الدروس، ولا بد أن يتعدد الأساتذة، وقد يصل الطلبة عند السالميين مئات، وأما العشرات فإنها تلازمهم على العادة، وقد قرأنا لعلمائهم تفسيرا لأحدهم، وشرحا على المختصر لخليل في أجزاء، وإنَّما فصلنا بعض التفصيل؛ ليعلم القارئ كيف دراسة الصحراويين السوسيين، وأما ما وراءهم في شنقيط وولاته، حيث تكون قبائل الزوايا كلها مدرسة متكتلة، فهي خارجة عن منطقة بحثنا، ومن علماء السالميين الدارجين أخيرا علامة يلقب غَرِّي، وآخرون لا يزالون أحياء.
نسبة إلى قرية (أسَاكَا) من قرية في إدَاوْشْقْرَا تنسب إلى جعفر بن أبي طالب، طفحت بالعلماء من أوائل القرن الثاني عشر، وبعضها يقطن في أمْسرا حيث دفن أحمد بن سعيد الذي كان يعيش إلى أوائل القرن الثالث عشر.
نسبة إلى إِدْعَزّي أسرة بتانكرت، ترفع نسبها إلى أبي بكر الصديق، وهي أخت الأسرة التي تقطن في أمَانوز، ومن هذه الأسرة: الإفراني المؤرخ صاحب (الصفوة، ونزهة الحادي) وقد وُلد ونشأ بالحمراء، وقد مضى في الأسرة من رجالات العلم والأدب، البشير العَزبيي الأديب المتوفى بعد صدر هذا القرن.