سوس العالمه (صفحة 107)

فكل شراب له سكرة ... وهذا شراب يزيل الضلال

فهذا الشراب شراب الْهُدى ... فأين الفحول وأين الرجال؟

وقال في أول قصيدة قدمها للمولى الحسن في إحدى وفداته عليه، يذكر ما لاقاه في وادي (النفيس) ولعل ذلك في سنة (1293هـ):

دواعي المنى قادت زمامي إلى الْحِمَى ... وتَحدو الرجاء المستجد المصمما

بكرت إلى المأمول مثل الغراب إن ... نوى في رجى ما يرتجيه فيمما (?)

فجلت على كور تسنم ذروة ... كقطعة مزن فوق يذبل خيما (?)

تناوح وجهي العاصفات وإنني ... أمد لَها حر الجبين المعمما

أخوض بُحور الثلج بالْمَاء في ذرى ... جبال النفيس والظلام المقتما

وما القصد وصل الغانيات وما أنا ... وأحْمَدُ ربي الزير أتبع الدما (?)

ولكن قصدي وهْو أفضل مقصد ... يشرف أن ألقى الإمام المعظما

وكتب أبو فارس الأدوزي إلى بعض من يأخذون عنه أثناء رسالته:

«أصلح الله حالك، وأزاح عنك أوحالك، إنني رأيتك تَمد الزند بلا كف، وتريد أن تسعى وأنت ملتف، فما فضل يد لا كف فيها، واهتمام بِمساع لا تنبعث لِمجاريها، فمتى طير بغير جناح، أو خيضت هيجاء بغير سلاح؟ فما هكذا يكون من إلى العلم يرتَحل، وما هكذا يا سعد تورد الإبل!».

وكتب إلى بعض أقرانه أيضا:

«سيدي، حرس الله بدرك من المحاق، وطيب ذكرك من الآفاق، إن أتفق معك في الانتساب إلى العلم؛ فلم أساوك في الفهم؛ لأن لك قلما بليغا لا يلحق شأوه، ولا يشق غباره، وأنى للبغاث أن يطاير الطير العتاق، وللسكيت أن يُجاري الخيل السباق؟!». إلى أن قال معتذرا عن شيء: «عياذا بالله أن يراني سيدي حيث يكره، أو أجتني مكره، إذن رمى الله سلعتي بالكساد وصرفني عن الرشاد، بل أنا سهْمك إن رميت بي العيوق أنتظمه، أو أقحمتنِي البحر أقتحمه، فأنا أطوع من بنانك، وأنفذ من سنانك».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015