والأمر أمركمُ فقولوا يَمتثل ... من نفسه بِهواكمُ مزمومه
لكن رجائي واقف مستعطف ... من خيبة الراجي لديه عديمه
فالزغب في الأوكار ترسل طرفها ... من رأس شاهقة تكل البومه (?)
في كل صبح أو زوال أو مساء ... ترتجي ممن يغيب قدومه
لكن إذا رضي الإمام إقامتي ... أبدأ هنا كنت الحياة مقيمه
فعلى أمير المؤمنين تَحية ... بدموع شوق أخي النوى مَختومه
نرى أن هذه في موضوعها من ألطف ما رأيناه لمستعطف، عرف كيف يأتي من كل جهة، حتى لا يُمكن لأدنى فاهم إلا أن يؤخذ بِمثل هذا بِمجرد ما يسمعه.
وقال ابن العربي في وصف مَجلس تنشد فيه الأمداح النبوية:
بَهجة القلب في اجتناء الأماني ... واجتلاء المقسمات الحسان (?)
وغصون الرمان فيها ثِمار ... بل نهود على قدود الغواني
وورود الرياض تنفح من شـ ... ـم بِمنس نوافج الغزلان
وجَميع الأحباب قد حضروا فاسـ ... ـتجمع المنتدى شتيت الأماني
قد أهابت بِهم دواعي التهاني ... فأجابوا طرا دواعي التهاني (?)
فشدوا بالمديح شدو حمام ... طاب منه الهديل في الأفنان
وبخار العود الرفيع تعالى ... حينما العود صادح بالأغاني (?)
أن هذا يوم كيوم الذي يو ... عده المؤمنون وسط الجنان
متع كله وأنس عظيم ... شاهدته العينان والأذنان
تتباهى بِها المسرة بالأفـ ... ـراح شتى جاءت على ألوان
فتراضت كل الجوارح فيه ... بين حور الفردوس والولدان
وقال أيضا في مَجلس مثله:
أدرها بِمشمولة يا هلال ... أدرها فخمرتها لي حلال
إذا ما بدت خلتها شعلة ... بكف هلال حكاه الْهِلال