وإبراهيم (التَّازيلالتي) الرَّسْموكي، وعلي بن الطاهر الرسْمُوكي، ومُحمد بن علي التملي، وأحمد البنائي الأغثاني، ومُحمد (أوبَالوش) القاضي العبلاوي، وكثيرون أمثالَهم من الإلغيين وغيرهم مِمَّن درجوا، ومِمن لا يزالون أحياء، وكلهم مِمن مر بتلك المدرسة، وتشبع بروح أدبية فائقة، وغالبهم جيد القول، مقبول المنزع إن وزن بِميزان بيئته، ثُم كان من هؤلاء المتخرجين من هناك سير آخر إلى الأمام، وأحظاهم في هذا المقام: الشاعر الإفراني شيخنا الأخير، فإنه خرج البشير (العَزِّييِني)، (التَّانكرْتِي)، وولده مُحمد بن الطاهر، والحسن الكوسالي، وداود الرسْموكي، ومُحمد الحامدي، ومُحمد بن مُحمد التملي الدمناتي المدفن، ومُحمد بن الطيب التِّيزي الصائغ وآخرين.
هكذا قام عمل مُحمد بن عبد الله الإلغي، وعمل مُحمد بن مسعود البونعماني، وعمل مُحمد بن العربي الأدوزي بِما شيد أركان نَهضة أدبية آتت أكلها، وكتب لَها سعدها أن يبقى غالب آثارها حتى يدرسها من أراد أن يكون وراء درسها على يقين من مدى سموها، ومقدار ما لَها من البلاغة والبراعة (فليس الخبر كالمعاينة).
أمَّا مستندات هذه النهضة بالإجمال؛ فمن دراسة الكتب الأدبية الموجودة، كالمقامات الحريرية التي عم تدريسها في كل النواحي من عهد بعيد، ولا تزال تدرس دائما إزاء التحفة؛ كالمعلقات، والزيدونية، وبانت سعاد، والطغرائية، والمقصورة الدريدية، والوردية، والدالية اليوسية، والشقراطيسية، ويزيد الأدوزيون دراسة ميمية الحامدي، وديوان المتنبي، وقلائد العقيان بشرح ابن زاكور، يدرسونَها بالأنصبة اليومية، ويزيد البونعمانيون مقامات بديع الزمان، وديوان المعري، ويزيد عبد العزيز الأدوزي في البوعبدلية ديوان الحماسة، وينفرد الإلغيون بالاعتناء الكبير بدراسة نَحو نفح الطيب، والعقد الفريد، وخزانة الأدب الكبرى، وطبقات ابن خلكان لا يتدارسونَها بالأنصبة، بل بالتتبع ثبات ثبات في أيام الاستراحة من توالي الدروس العامة، فتجد أحدهم تلا أمثال هذه الكتب مرات، كما يعتنون كذلك بِمروج الذهب، وحياة الحيوان الدميري، المشحون بالأدبيات، والمستطرف، وثَمرات الأوراق، وتزيين الأسواق، وكثير من الدواوين الشعرية، وهذه تروج كثيرا زيادة على اعتنائهم بالتثبت في اللغويات بكثرة مراجعة القواميس، وذلك أول ما يتعلمه متأدبهم من الخطوة الأولى، كما لَهم أيضا ولوع بِمثلث قويدر، ومَنظومة ابن المرحل