أعمل بيدى طوال النهار وأقضي الليل كله في القراءة حتى أتممت دراستى الجامعية؟
إن علماء الخلايا يقولون لي إن هذا الجسد لم يحمل هذه المصاعب , لأن الجسد الذي تحملها قد ماتت جميع خلاياه وتكون من الطعام جسدا آخر يعيش حاضره فقط ولا علاقة له بالماضى هذا ما يقوله الطب الحديث مؤكداً أن الجسد يتبدل كل عدة سنوات.
فشعور الإنسان بالماضي ويقينه أنه عاشه يؤكد وجود شيء في الإنسان يغاير الجسد فهل هذا الشعور سببه أن خلايا الأعصاب تولد مع الإنسان وتموت معه؟
كما قال علماء الخلايا , أم أن هناك سبباً آخر؟
مناقشة الاحتمال الأول:
يدرك الأطباء جيداً دور المخ في السيطرة على الأعصاب وخضوعها لأوامره ولكن الطب الحديث يقف خاشعاً أمام سر التفكير والإدراك والتخيل وتركيب الكلمات والجمل وربط هذه المعانى ببعضها بحيث يخرج الكلام منسجماً إن هذه القضايا يقف الطب أمامها من دون أي إجابة عليها يقول الدكتور خالص جلبى:
إنَّ الطب يقف حائراً حتى الآن عن الإجابة على هذه التساؤلات كيف يستخدم الإنسان الأسماء حتى يتفاهم مع غيره على الشيء الذي يريد؟ وكيف ينتقل هذا الأمر من عالم الماديات المحسوسة إلى عالم الروح والفكر حيث يتم التعبير بالأشياء المجردة , الحق يقال: إننا درسنا عموميات الطب من أوله حتى آخره ومع ذلك لم نستطع حتى الآن أن نفقه هذا السر كما أن الأطباء الذين يبحثون هذه القضايا يقفون مدهوشين أمام هذه الظاهرة الفذة العجيبة المحيرة , إن الفكر ظاهرة غير مفهومة وواضح من كلام الدكتور خالص جلبى أن الفكر من مسائل الروح وليس من مسائل المادة