سمع القرآن من النبي - صلى الله عليه وسلم - , فوقع القرآن في قلبه. واستحوذ على وجدانه. وسارع إلى قريش , يعلن رأيه بصراحة بأن القرآن له حلاوة. وعليه طلاوة , وأن أعلاه لمثمر. وأن أسفله لمغدق. وأنه ليعلوا وما يُعلى عليه , وما هو من قول البشر.
ولكن أبا جهل سارع إليه متباكيا , وقال: أفزعنى قول قريش: أن الوليد أسلم ليصيب من طعام محمد , وأبى بكر.
تحير الوليد , وأهمته نفسه , وارتد عن الإسلام , وقال عن القرآن: إنه سحر.
قالها لإرضاء قريش , وليحافظ على منزلته بينهم.
فأنزل الله فيه وعيد في القرآن إلى يوم القيامة قال تعالى:
(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا)
وهذا أشد وعيد في القرآن , لأن الله لا يشغله شيء عن شيء إلى قوله تعالى: (سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا)
سخرية أخرى فهو يأمِّله أنه سيخرج من النار , فيرهق نفسه في الصعود من الهاوية , ثم يعود فيهوي فيها , فيرهقه العذاب , ويرهقه الصعود. ثم ينكب في صقر - التي لا تبقى ولا تذر.
وفى سورة القلم. جاء وعيد جديد له: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)
شبهه القرآن بالفيل وفى قوله تعالى: (عَلَى الْخُرْطُومِ)
تحقير له , ووعده بوضع علامة الخزي على أنفه - والأنف موضع اعتزاز العربى , فهو يعرف في جهنم بهذه العلامة.
عندما جمع النبي الناس , ليعرض عليهم دعوته. قال له عمه (أبو لهب) تبًّا لك ألهذا جمعتنا؟.
ومع أن هذا الحادث كان في أول عهد الدعوة. فقد نزل وعيد في شأن أبي لهب: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ)
وانتهى أمر أبى لهب فالنار تنتظره لا محاله