آيات الوعيد
تتبعت آيات الوعيد في القرآن الكريم. ودرست أسباب نزولها.
والذين نزلت فيهم هذه الآيات. وخرجت من دراستى بمعرفتى لسر من أسرار القرآن - الذي لا تنتهى عجائبه وسوف أوجز هذه الدراسة في سطور.
ثم أقدم النتيجة.
أقول: الذين حاربوا الإسلام وصدوا عن سبيله - في العهد المكي - كثيرون. وقد نزل وعيد من الله سبحانه في بعضهم ولم ينزل وعيد في الباقين , مع تساويهم في الجناية , بل لعل أحدهم أكثر جرما في حق الإسلام ومع ذلك لم ينزل فيه وعيد. فما سر ذلك؟
هذا ما سنعرفه من هذه الدراسة الموجزة.
حارب الإسلام وسخر نفسه لعداء نبيه.
وبلغ من عدائه للإسلام , أنه كان يسافر إلى بلاد فارس. ليشترى أخبار الأكاثرة , وحكايات الأولين ويحدث بها الناس ويقولله لهم: إن محمداً يحدثكم عن " عاد وثمود " وأنا أحدثكم عن "رستم والأكاثرة " , يريد بهذا الحديث أن يصرف الناس عن سماع القرآن , وقد نزل فيه قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
وقد صرح القرآن بوعيده مرتين:
الوعيد الأول: في الآية الكريمة، في قوله تعالى: (أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)
والنضر بن الحارث , واحد ممن توعدتهم الآية , لأنها نزلت فيه