وهل من العدل المطلق أن تعذب آلاف الأجيال بلا مقابل ليسعد جيل واحد وهو الجيل الذي حضر حفل افتتاح هذه الجنة؟..
إنَّ الاستخفاف بالعقل الجمعي، ومحاولة تنمية خيالات المراهقين للاستفادة منهم وترويج شعارات (الخبز للجميع) ، (إقامة المجتمع السعيد) ، (العامل سيد المجتمع) وغيرها من الشعارات الجوفاء التي تتلاشى عند التنفيذ، هو الذي مكان للفكر المادي في بلاد الله، وسوف تصحوا هذه الشعوب على صوت الحقيقة فتخمدها سياط الجلادين.. فالسياط وحدها هي التي تحمي دعاة المادية وتحاول تثبيت أقدامهم.
وبعد.. إن (محكمة التاريخ) لا تيقم مجتمع العدل المطلق، وجنة الماديين أوهام، وأحلام يقظة، فأين يتحقق العدل المطلق؟
هناك احتمالات ثلاثة أذكرها بعد ضرب مثال بسيط..
لو شاهدنا مسرحية بوليسية ورأينا أن مجرما استطاع أن يقهر الناس، ويستولي على أموالهم، ويسفك دماءهم، ثم أُسدِل الستارُ على هذا المجرم، قبل أن يقع في يد العدالة.. فماذا يكون تفسيرنا لهذه المسرحية؟
لا شك أن أي تفسير لا يخرج عن واحد من ثلاثة:
1 - أن تكون هذه المسرحية هازلة تهدف إلى قتل الوقت فقط.
2 - تكون مسرحية عابثة، تهدف إلى إشاعة الجريمة.
3 - أن تكون المسرحية ناقصة، فينتظر المشاهدون فصلا آخر، ليعرفوا مصير المجرم، ويشاهدوا جزاءه.