محكمة التاريخ:

قال الماديون: إن محكمة العدل المطلق هي (محكمة التاريخ) وما يترتب عليها من امتداح الأجيال للمحسن، ولعنها للمسيء. وهذا يكفي في الجزاء.

أقول: إن (محكمة التاريخ) قاصرة عن تحقيق العدل المطلق.

لأن التاريخ لا يحاكم إلا العظماء، والحكام.

فمن يحاكم بقية الناس؟!

وأسأل الماديين الملاحدة: هل يشعر الميت بمدح الناس له؟ أو بلعنهم إياه بعد موته؟

إن قالوا: لا، قلنا لهم: فما قيمة المحاكمة؟

قال الشاعر:

لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ... ولكن لا حياةَ لمن تنادي

وإن قالوا: إن الميت يشعر. فهم بذلك يهدمون نظريتهم، ويثبتون الحياة والشعور بعد الموت. (فمحكمة التاريخ) خرافة، وما أكثر الذين ظلمهم التاريخ.

جنة على الأرض:

قالوا: سنبني جنة على الأرض، نستغني بها عن جنة المؤمنين بالله.

تعجبت.. وقلت لهم. متى تبدأون البناء؟! إن كل شيء يسعد البشرية نباركة نحن المسلمين.

قالوا: إذا استطاع العلم أن ينتصر على الثلاثي المخيف: الفقر، والموت، والطبقية. فإنه بذلك سوف يبنى جنة على الأرض.. قلت لهم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015