قال الماديون: إن محكمة العدل المطلق هي (محكمة التاريخ) وما يترتب عليها من امتداح الأجيال للمحسن، ولعنها للمسيء. وهذا يكفي في الجزاء.
أقول: إن (محكمة التاريخ) قاصرة عن تحقيق العدل المطلق.
لأن التاريخ لا يحاكم إلا العظماء، والحكام.
فمن يحاكم بقية الناس؟!
وأسأل الماديين الملاحدة: هل يشعر الميت بمدح الناس له؟ أو بلعنهم إياه بعد موته؟
إن قالوا: لا، قلنا لهم: فما قيمة المحاكمة؟
قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ... ولكن لا حياةَ لمن تنادي
وإن قالوا: إن الميت يشعر. فهم بذلك يهدمون نظريتهم، ويثبتون الحياة والشعور بعد الموت. (فمحكمة التاريخ) خرافة، وما أكثر الذين ظلمهم التاريخ.
قالوا: سنبني جنة على الأرض، نستغني بها عن جنة المؤمنين بالله.
تعجبت.. وقلت لهم. متى تبدأون البناء؟! إن كل شيء يسعد البشرية نباركة نحن المسلمين.
قالوا: إذا استطاع العلم أن ينتصر على الثلاثي المخيف: الفقر، والموت، والطبقية. فإنه بذلك سوف يبنى جنة على الأرض.. قلت لهم: