وجانب التقدير في طبيعة الماء. يمكن للمتخصص في العلوم الكونية أن يتعرف على عظمة الله من خلال تركيب الماء من مادتين:

الأولى قابلة للاشتعال والثانية تساعد عليه فكيف مزج بينهما وخلق منها ما تطفئ النار؟ كما أنه يدرك مخالفة الماء في طبيعتها لأى سائل آخر بل لأى مادة في الكون.

فمن أوليات الخصائص المادية أن أي مادة تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة فأما الماء فإذا انخفضت درجة حرارته عن أربعة (فوق الصفر) فإنها تتمدد ويكبر حجمها فتقل كثافتها فيطفوا الجليد فوق سطح الماء الدافئ وهذه آية من أعظم آيات الله في الماء.

يقول البستانى صاحب دائرة المعارف: إن تمدد الماء البارد يسبب طفو الجليد فوق سطح الماء فيحفظ درجة حرارة الماء التي تحت الجليد فلا تنخفض عن أربعة فوق الصفر فيستمر جريانها تبقى الثروة المائية حيَّة لأنها تستطيع أن تتحمل هذه الدرجة.

فجانب التقدير في الماء جانب واضح وله دلالته فلو كانت مادة الماء كغيرها من المواد التي تنكمش بالبرودة لفقد العالم الثروة السمكية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يحدث اصطدام السفن الكبيرة بالجبال الثلجية التي تتكون تحت سطح الماء ولا يمكن رؤيتها.. (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ

الْمُنْزِلُونَ)

مرة ثانية ننظر إلى آيات الله في الماء الذي نشربه أن الماء ثقيل ومع ثقله فهو سهل الهضم وسر ذلك أن الله مزج جزءاً من الهواء في الماء الذي نشربه بنسبة تتراوح بين 30 إلى 80 سم في اللتر الواحد من الماء وذلك حتى تتنفس الحيونات المائية وليصبح الماء سهل الهضم في المعدة. إذ لو خلا الماء من الهواء المذاب فيه لأحدث ثقلاً عظيما في المعدة وعسر هضم لا يطاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015