إيمان الشعوب. وهذه حماقة فحقائق الأشياء ثابتة , والعلم بها متحقق , وستار الإلحاد كثوب النفاق يشف دائماً عما تحته.
إنَّ العلم ليس كافرا ولكن ورثة الأحقاد عمتهم.
فلما جاء عصر الحقائق المجردة بدأ العلماء يشكون في الإلحاد ويقتربون من الإيمان.
كما أخطأ العلماء عندما حملوا الدين أخطاء رجال الكنيسة مع أنهم لو عقلوا الأمر لعلموا أن الدين كمال مطلق يأخذ كل إنسان منه على قدر استطاعته ومن يغمض عينيه دون النور يضير بعينيه ولا يضير النور.
والخطأ الثالث الذي وقع فيه العلماء أنهم أعطوا لأنفسهم الحق في أن يفسروا النشأة الأولى تفسير لا يسانده دليل معتمدين على الأيام أن تقيم الدليل وتنتهى حيرتهم. فكانت النظريات المتعددة والمتلاحقة , تلك النظريات التي انتهت (بالدارونية) . ومنذ أكثر من قرن والعلماء يسبحون في الأرض وينحتون الجبال باحثين عن (المستحاثات) التي تؤيد نظريتهم. ولا نسبق الأحداث فسوف نعيش مع النظرية.
الدارونية في الميزان:
لم يكن من مقاصد هذا الكتاب مناقشة مثل هذه النظريات وليس من تخصصى , ولكن هذا لا يمنع من إلقاء الضوء على هذا الموضوع بمقدار ما يتعارض مع عقيدة الخلق الذاتى للإنسان , فحماية هذا الدين فريضة. وإذا كانت نظرية داروين هى النظرية القائمة الآن فإن ما قبلها من النظريات قد مات في مهده. حتى نظرية دارون فقد ولدت ميتة ولكن إصرار العلماء على بقائها ومصلحة الغرب في نشرها قد أدخلها معمل التحنيط.
إنَّ إصرار العلماء عليها سببه أن البديل الوحيد عنها هو الإيمان بالله وهم كما قلت يكرهون الإيمان بالله