ويشير الزملكاني في البرهان عن إشارة لطيفة في تفسير قوله تعالى: {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ …} ، فيقول: " فإن مثل هذا يقال لمن جرى له ذكر. وقوله تعالى: {وَمَا كُنتَ مِنْ الشَّاهِدِينَ} ، وهو من الشهادة على الشيء، لا أنه بمعنى الحضور، إذ قوله تعالى: {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} قد أفاده. وقوله تعالى:
{وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمْ الْعُمُرُ} ، من باب {أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ} ((?)) ، وطول العهد منسيٍ ومؤدٍ إلى الإهمال، أي: فأهملوا وصيتنا بالإيمان بك، وهو إشارة إلى ما أوحي إليهم في التوراة من أمر نبينا (- صلى الله عليه وسلم -) " ((?)) .
وفي الآية نكتة بلاغية جديرة بالالتفات إليها هي أن الصيغة القرآنية للخطاب ذكرت رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) بأنه رسول صادق كصدق موسى الرسول (- عليه السلام -) باقتضاء الدلالة المفهومة بمقابلة (بجانب الغربي) برسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) في مكة المكرمة.