سوء الخلق (صفحة 32)

وهو من أعظم الأسباب الموجبة للفرقة والاختلاف.

قال بعض السلف: "الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء"1 يعني حسد إبليس لآدم ـ عليه السلام ـ.

والحسد ـ في الحقيقة ـ اعتراض على قضاء الله وحكمته؛ ولهذا قيل: "من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد"2.

ثم إن الحاسد هو أول متضرر من حسده، فالضرر لاحق به لا محالة.

قال بعضهم: "ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحسود؛ نفس دائم، وهو لازم، وقلب هائم"3.

وقيل ـ أيضا ـ:

لله در الحسد ما أعدله ... بدا بصاحبه فقتله

وقال ابن المعتز:

اصبر على كيد الحسو ... د فإن صبرك قاتله

كالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله

قال ابن المقفع: "ليكن ما تصرف به الأذى عن نفسك ألا تكون حسودا؛ فإن الحسد خلق لئيم.

ومن لؤمه أنه موكل بالأدنى فالأدنى من الأقارب، والأكفاء، والمعارف، والخلطاء، والإخوان"4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015