سوء الخلق (صفحة 17)

والمغتاب يريد التسلق على أكتاف الآخرين، وذلك بالحط من أقدارهم، وتزهيد الناس بهم.

وما علم هذا المغتاب أن الرافع الخافض هو الله ـ عز وجل ـ وأنه بصنيعه يهدي حسناته ـ وهي أعز ما يملك ـ لمن يقع في عرضه.

فأين هذا المغتاب من قوله ـ تعالى ـ: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات:12] .

بل أين هو من أهل الجاهلية التي أشرافها يتمدحون بترك الغيبة.

قال المثقب العبدي:

لا تراني راتعا في مجلس ... في لحوم الناس كالسبع الضرم1

والغيبة لا تقتصر على اللسان فحسب، بل قد تكون بالإشارة بالعين، أو اليد، أو نحو ذلك.

أما أسبابها فكثيرة، منها التشفي من الآخرين، ومجاملة الأقران والرفقاء، والحسد، وكثرة الفراغ، والتقرب لدى أصحاب الأعمال والمسؤولين عن طريق ذم العاملين.

ومن أسبابها الإعجاب بالنفس، والغفلة عن التفكر في عيوبها.

وأعظم أسبابها قلة الخوف من الله ـ سبحانه وتعالىـ 2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015