عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34] ، وقوله: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134] ، وقوله: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات:12] .
وأمثال هذه التأديبات في القرآن كثير لا يكاد يحصر.
وهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ هو المقصود الأول بالتأديب والتهذيب، ثم منه يشرق النور على كافة الخلق؛ فإنه أدب بالقرآن، وأدب الخلق به، ثم لما أكمل الله له خلقه أثنى عليه فقال ـ تعالى ـ: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] .
فسبحانه ما أعظم شأنه، وأتم امتنانه، انظر إلى عظيم فضله، وعميم لطفه؛ كيف أعطى ثم أثنى؟ ! 1.
ولقد كتب العلماء ـ رحمهم الله ـ في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه، فتحدثوا عن حلمه، وعفوه، ورحمته، وشفقته، وإيثاره، وتواضعه، ولين جانبه، وكرم معشره، ونحو ذلك.
فمن تأسى به، وتخلق بخلقه كان في أعز جوار، وأمنع ذمار.
فبحسب متابعته تكون العزة، والكفاية، والنصرة، كما أنه بحسب متابعته تكون الهداية والفلاح والنجاة؛ فالله ـ سبحانه ـ علق سعادة الدارين بمتابعته، وجعل شقاوة الدارين في مخالفته.
فلأتباعه الهدى والأمن، والفلاح، والعزة، والكفاية،