سوء الخلق (صفحة 13)

وجه غير من أغضبه، وسوء اللفظ لمن لا ذنب له، والعقوبة لمن لم يكن يريد به إلا دون ذلك.

ثم يبلغ به الأمر إذا رضي أن يتبرع بالأمر ذي الخطر لمن ليس بمنزلة ذلك عنده، ويعطي من لم يكن يريد إعطاءه، ويكرم من لم يرد إكرامه1.

وهذا من الخرق المذموم، ومما ينافي الحكمة، والحزم، والمروءة، والاعتدال.

قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" 2.

فكمال قوة العبد أن يمتنع من أن تؤثر فيه قوة الغضب، فخير الناس من كانت شهوته وهواه تبعا لما جاء بالشرع، وكان غضبه ومدافعته في نصر الحق على الباطل.

وشر الناس من كان صريع شهوته وغضبه3.

فمن وفق لترك الغضب أفلح وأنجح، وإلا فلن يصفو له عيش، ولن يهدأ له بال، ولن يرتقي في كمال.

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ... ولا ينال العلا من طبعه الغضب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015