التي جمعها يأخذه جزاء على عمله في جمعها، إذ هو أحد الأصناف الثمانية الذين تصرف لهم الزكاة). فغضب من قوله هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وجمع الناس وخطب فيهم خطبته المشهورة الناهية عن أخذ الرشوة من الناس فيما يعود إلى عمل الموظفين الذين لهم أجرة من خزينة الدولة، كما هو الحال في وقتنا هذا، مما هو معلوم لدى الخاص والعام.
أورد الإمامان/ البخاري ومسلم في صحيحهما أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من الازد يقال له عبد الله بن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدى إلي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول: هذا لكم وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه أو أمه حتى تأتيه هديته ان كان صادقا، والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقيه إلا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة، فلا أعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر" متفق عليه، هذا في الهدية على عمل الموظف الذي له أجر عمله، فما بالك بمن يختلسون أموال خزينة الدولة بشتى الحيل، فإن سلموا من العقاب في الدنيا بالوسائط والشفاعات الخ فإنهم لا يسلمون أمام من لا تخفى عليه خافية يوم القيامة، والحقيقة أن الأموال التي اختلسوها هي أموال الشعب، وفيه الفقير والعاجز واليتيم.