نشرها وتعميمها وتطبيقها في بلدانهم على بني الإنسانية كلهم، فإنها لم تلق في أوساط المسلمين من يدعو لها ويحببها إلى الناس الا قليلا من بعض الأفراد والهيآت الإسلامية في بعض الأوطان، التي تتزعم حركة الدعوة اليها، ولكنها غير كافية ولا وافية بالغرض منها، مع اتساع رقعة الأوطان التي يسكنها المسلمون.
والعمل - هنا - يكون بوسائله المفيدة والنافعة، ومن أفضلها تطبيقها والعمل بها فعلا - لا ادعاء - في نفس تلك الأوطان، وتطبيقها نصا وروحا، حتى يكون للدعوة صداها وتأثيرها العميق في قلوب المدعوين إلى تطبيقها والعمل بها، وحتى لا يقال لهم ما قيل لغير العاملين بأقوالهم، كما قص الله علينا في القرآن حين قال وقوله الحق: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (?).
أما تاريخ فرضها على المسلمين من رب العالمين فقد كان في السنة الثانية من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقد وجد فيها الفقراء بعض ما سد خلتهم وأنقذهم من ضيق الفقر والحاجة إلى غيرهم.
وأما من هم المستحقون لها؟ وما هو النصاب - المقدار - الذي ان وجد عند الغني وملكه وجبت عليه فيه الزكاة؟ وما هو القدر المدفوع من ذلك المال للفقراء والمساكين؟ فكل هذا قد تكفلت