والكراهية، وما ينشأ عن هذا الا الشرور والمفاسد، من السرقات والاعتداءات، وليصفو الجو بين كل أبناء الشريعة الإسلامية، وتتحسن العلاقات ويسود بينهم جو الأخوة الدينية الحقيقية التي جعلها الله بين المسلمين، وكي لا تكون الخصومات والعداوات، من أجل حطام الدنيا الفانية، فأوجب الله على الغني أن يشرك معه الفقير فيما أعطاه الله من رزق ومال، من غير من عليه، ولا ظلم له ولا احتقار، فقد أشركه معه بنصيب من ماله لا يجحف به ولا يضر بمصلحته، بل ولا يشعر بثقله عليه، في الوقت الذي ينتفع به الفقير والعاجز عن الكسب والعمل على تحصيل مال ينفقه على ضرورياته المعيشية، وليمحو الله به آثار الفقر وذل السؤال من وسط المجتمع الإسلامي، فكل المسلمين تسود بينهم روح المودة والأخوة والصفاء والعطف على بعضهم بعضا، فإذا أدى المسلمون الزكاة المفروضة عليهم فقد سدوا منفذا عظيما كان ينفذ منه الشيطان لافساد ذات بينهم بوساوسه لاشعال نار الفتنة بينهم، حتى لا يتربص فقيرهم بغنيهم الدوائر، كما شاهدنا هذا في الأوقات التي عطل فيها بعض المسلمين أحكام الله تعالى، فمنعوا الفقراء والمساكين من حقهم الذي منحهم إياه الخالق الحكيم كما قال: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (?).
هذا هو التشريع الحق - وأيم الله - الذي لا يتنافى والفطرة الإنسانية التي فطر الله عليها عباده، تشريع حكيم إذا طبق على