لا إدراك لها ولا تمييز عندها بين الحسن والقبيح، والأدلة على هذا متوفرة في هذا الوقت - بالخصوص - وقت التقدم الإنساني في جميع الميادين، سواء كانت علمية أو اقتصادية أو حظارية، ذلك التقدم الذي لم تشاهد مثله الدنيا فيما مضى من أزمانها.
وأرى أن "الإسلام" مثل شركة المساهمة، وهي الشركة المكونة من شركاء مساهمين فيها، فمهما كثرت أسهمها والمساهمون فيها إلا وازدادت أرباحها وسمعتها، وعمت وانتشرت في الآفاق، وزاد ربح المساهمين فيها وعظم نفعها على حسب أسهمهم فيها وأنصبائهم منها، ورأيت أن أشبه "الإسلام" بشركة المساهمة، أخذا من الحديث الآتي الذي رواه الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه، ومنه أخذت عنوان الكتاب.
فمهما ألقيت ببصرك وسمعك إلى ما حولك من بلدان العالم ودوله، هذا العالم الذي نعيش فيه الا ووجدت كثرة الشركات فيه ذوات الأسهم المتعددة، وبالطبع تجد المساهمين فيها ذوي ثراء ومال عظيمين، مع ما يتمتعون به من جاه واسع، وطويل عريض، كل الناس يرغبون في الدخول فيها والانتساب إليها لينالوا نصيبا من أسهمها وحظوظها وفوائدها.
هذه هي الحقيقة عن واقع الحياة كما نشاهدها بأبصارنا، ونفهمها بعقولنا، ولا نعبأ بالأقوال الجوفاء التي يلوكها أدعياء السياسة المزيفة، لأنها ميتة وخالية من روح الحقيقة والواقع.