إن الجهاد في الإسلام إنما هو إنقاذ للبشر من عبادة غير الله الواحد القهار، فمن قبل الدعوة الإسلامية ولم يحاربها فإن ماله يبقى له بكامله، وكذلك نساؤه وكل ما يملك، كما يشهد التاريخ بأن المسلمين الأعفاء لم يعتدوا على عفاف أية امرأة ممن يحاربونهم، ولم يدعوها إلى الخنا لا بالقوة والترهيب ولا بغيرهما من أنواع الاحتيال والترغيب مثلما فعله المتمدنون - كما يزعمون - من الأوروبيين الذين حاربوا المسلمين في أوطانهم، للاستيلاء عليها وعلى أراضيهم وأموالهم وحتى نسائهم - اللائي لم يحاربن - وحليهن، وكان الفرنسيون في حربهم العدوانية في سبيل استيلائهم على الجزائر سنة 1830 يقطعون أعضاء الجزائريات بحليهن ويباع هذا في الأسواق العامة أو يرسل لذويهم كهدايا كما ذكره الفرنسيون أنفسهم، ويكفي شهادة عالم منصف من مؤرخيهم النزهاء عن الكذب والتدليس، ذلكم هو (قوستاف لوبون) قال في كتابه (حضارة العرب): (لم يعرف التاريخ فاتحا أعدل ولا أرحم من العرب) يقصد المسلمين، لتهذيب الإسلام لهم ونهيهم عن الباطل والظلم.
ونسأل: هل سمعتم أن أحد الصحابة المجاهدين في سبيل الله أرغم امرأة على الخنا والفجور - حاشاهم رضي الله عنهم من قوم أعفة - لم نسمع بهذا أبدا، بل كانت تصدر الأوامر من مركز القيادة إلى المجاهدين باحترام أهل الدين والشيوخ والعاجزين والصبيان والنساء - ما لم يحملوا السلاح ويحاربوا - فإن الإسلام أمر بصون الجميع وعدم التعرض لهم بأذى، إلا من