يستفحل الأمر ولا ينفع بعد ذلك فيها العلاج، فيصعب تركها والاقلاع عنها، بل ويصورها الواقع كأنها مباحة لسكوت علماء الدين عن إنكارها والنهي عن تلك المخالفات للشريعة الإسلامية لأن النفوس ألفتها وتعودتها مع طول المدة.
فاللهم لا تجعلنا من الذين يرون الباطل ظاهرا - وماثلا - أمام أبصارهم ولا ينكرونه، واجعلنا ممن يرفعون أصواتهم - دائما - بإنكار المنكر من غير أن يتأثروا بمراعاة جانب فلان أو فلتان، فإن الباطل عند السكوت عنه يرفع رأسه وصوته عاليا ليراه الناس ويسمعوه، لأنه لم يجد في طريقه من يصده ويقاومه.
إن عصرنا هذا الذي نعيش فيه، أو هذه الفترة التي تمر بها أمتنا الإسلامية فترة صعبة وقاسية على الدين من أجل ما يلاقيه الدعاة إلى الله من الشدة عليهم والعنف معهم، وبالأخص تلك الأوطان التي اشتهرت بمواقفها الحاسمة في أيام تاريخها القديم، فنكوصها على أعقابها أمر لا يليق بماضيها المجيد، فإن الكثير من هذه الأوطان قد انكمش على نفسه، ولا نقول أنه تخلى عن تلك الدعوة والمواقف بتاتا، إنما أصابته فترة فتور، وهذا يرجع إلى أمرين اثنين فيما أعتقد وهما:
الأمر الأول طغيان حكامهم الذين تجاوزوا حدود وظائفهم، كرعاة ناصحين ومسؤولين مخلصين لأمتهم رعاة حقا لمصالح الإسلام والمسلمين أولا، وقبل مراعاة مصالحهم الخاصة،