ذلك التوبيخ، وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة من السكوت عن إنكار المنكر وخاصة علماء الدين، فقد روى أصحاب السنن عن الرسول صلى الله عليه وسلم هذا التحذير بل وفيه الوعيد، أخرج الإمام الترمذي في جامعه عن حذيفة بن اليمان هذا الحديث وقال في آخره "حديث حسن" وهو قوله: عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلا يستجيب لكم".
والمقصود من كل ما تقدم سواء من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو من قول معاوية: يا أهل المدينة أين علماؤكم، المقصود من هذا ظاهر وواضح وهو توجيه اللوم والعتاب إلى أولي الأمر منا وخاصة علماء الدين الذين يسكتون عن إنكار ما يحدث ويتجدد في وسط المجتمع الإسلامي من المنكرات، على مرآى ومسمع منهم، سواء وقعت المخالفة للدين من الرجال أم من النساء، إذ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟: "أفضل الجهاد كلمة عدل - وفى رواية حق - عند سلطان جائر" كما تقدم.
فسكوت علماء الإسلام عن النهي والانكار يطور المخالفات الصادرة من بعض الناس إلى الزيادة في فعل تلك المخالفات - كما هو مشاهد بالأبصار ومعلوم بالروايات عن الثقات - حتى