{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} الآية 172 من سورة الأعراف.
أما حديث مسلم فهو عن عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا الخ) والحديث طويل كما قلت ومن أراده فعليه به في الجزء 17 منه في باب (الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار) فنفهم من قوله تعالى: {أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} أن من معاني هذه الإقامة أن تجعل الدين - دائما - إمامك وقدوتك في حياتك، وتسير أنت وراءه وفي خطه واتجاهه باتباعك له، وإياك أن توليه ظهرك وقفاك.
فبناء على ما تقدم تفصيله يظهر منه استعداد المولود حين ولادته لتلقي الدين الحق - دين الفطرة - وشرع الله (الإسلام) لو لم يصرفه صارف خارج عن أصل خلقته، جاءه من أبويه اللذين ظلا قائمين عليه بالتربية والتدريب على ما هما عليه من الدين والعقيدة التي ورثاها - هما أيضا - عن أبويهما، فيوجهانه الوجهة التي وجهاهما إليها.