ليخفوا ما وراءها، ولما كثر فعل ما لا يليق بالمسلمين فعله من الزور والتزوير حذر منه نبينا عليه الصلاة والسلام، من هذا ما ورد منه في صحيح الأخبار والآثار من النهي الشديد وأقبح الوعيد في حق طائفة من الذين لا تعنيهم حقائق الأشياء إلا إذا غيروها وبدلوها وزوروا فيها. من ذلك عملية الواصلة والمستوصلة الخ، فقد ورد في صحيح الإمام مسلم والبخاري وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواشمة الخ فقد ورد في صحيح مسلم عن أسماء بنت أبي بكر قالت جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن لي ابنة عريسا أصابتها حصبة فتمرق شعرها أفأصله؟ فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة" والواصلة هي المرأة التي تصل وتربط شعرا بشعر لتزيد في طوله، والمستوصلة هي المرأة التي تطلب ذلك، ومعنى تمرق وفى رواية أخرى تمرط بمعنى تساقط، وهذا من أثر مرضها بالحصبة، والمرأة من الأنصار، فزجرها عن فعله لما فيه من التغرير بالرجل والتزوير والكذب وطمس الحقائق، هذا ما كان في القديم أما الآن فقد يقصر الشعر الطويل، وفي مسلم زيادة عمن ذكره جاء لعن الواشمة والمستوشمة الخ. فقد جاء فيه عن عبد الله - بن مسعود - رضي الله عنه قال: "لعق الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله" قال فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها "أم يعقوب"