ما يرضاه لها ربها وخالقها؟ كل ذلك من أجل المحافظة على سلامة العقيدة والدين والمجتمع، حتى لا يصيبه ما أصاب المجتمعات التي سبقتنا، حيث أهمل فيها هذا الركن العظيم من بين أفراد المجتمع وحكوماته المتتالية، فحل بالجميع الهلاك والدمار، وبقيت أخبارهم تتلى في المجتمعات تتناقلها كتب التاريخ، حقا ان في ذلك لعبرة لأولي الألباب.
إن هذه المناكر الطارئة والطاغية على حياة المجتمع أكثر ما تكون من الغنى بعد الفقر، والوجد بعد الحرمان كما قال رب العالمين: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} إن وقوع هذه المناكر في المجتمعات التي لم تكن معروفة فيها من قبل تشبه إلى حد بعيد تلك الأمراض الوافدة من خارج الوطن، والتي تفد مع من يفد إلى مجتمع - ما - لأغراض متعددة كالتعاون في وقتنا الحاضر، ومن خاصتها أنها سريعة الانتشار والعدوى، لأن أهل الوطن ينظرون إلى كل ما جاءهم من الخارج أنه حسن لائق بهم، ولهذا رأيناهم يتسابقون إلى فعله ليصبحوا من أهله.
ومن المعروف من أقدم الأزمنة إلى يومنا الحاضر/ أن المسؤولين عن تدبير أمور البلد - الولاة - إذا أحسوا بحدوث أي مرض خطير - كالطاعون مثلا - فإنهم يسارعون لدفع خطره عن الوطن بالعلاج النافع الذي يقي الأمة شره وخطره كالتطعيم وغيره، فإذا تركوه من غير عناية به وأهملوا شأنه فإنه يلحق بالأمة أشد أنواع الأمراض وأخطرها ولربما يؤدي إلى هلاكها