لكل شيء، ويرى بعض هؤلاء الحكام أنه لا يرد عليه ولا يعترض سبيله ... ، وليس هو بالمعصوم من الخطإ، وقد نقل عن الإمام مالك رضي الله عنه أنه كان يقول في درسه وهو مقابل لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ومشيرا بيده إلى قبره: "كلكم راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر" تلك هي تربية الإسلام التي لا تبريء المرء من الخطإ مهما كانت درجته في العلم وحصافة الرأي، يقول بعض الحكام هذا ولا يحب أن يعترض سبيله لأن وراءه الجيش بمعداته، وقد استولى على الحكم والسلطة بواسطته، وليست الأمة هي التي بوأته تلك المنزلة وأولته إياها ورفعته إلى كرسي الحكم وقد يكون هذا، ولكن تجب معرفته على حقيقته وواقعه.
ومن الحكام قلة قليلة عملت وتعمل لصالح الإسلام والمسلمين، غير أنها لا تظهر أمام هذه الكثرة ممن يعملون على عرقلة الإسلام بل ومحوه من الوجود، وخاصة تلقاء تشريعه وظهوره أمام الملأ من الناس، والله على كل شيء قدير.
وإنني أخشى أن تقول تلك الحكومات للعلماء: لقد أفسدتم علينا ما بيننا وبين الحكومة الفلانية من علاقات ديبلوماسية وغيرها من العلاقات الأخرى، لأن العلاقات التي تتعامل بها حكومات العصر الحاضر إنما هي العلاقات السياسية والاقتصادية والمصالح المتبادلة بين الدول، لا العلاقات الروحية الدينية التي يجب أن تسود جميع العلاقات القائمة بين الدول الإسلامية وغيرها، فبعض الدول الإسلامية ترغب في تمتين علاقاتها مع الدول الغربية،