ويدخل تحت معنى التَّأسي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في تَرْكِه أمور ثلاثة:
الأول: متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تَرْكِ ما تَرَكَه:
قال السمعاني: "إذا ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا من الأشياء وجب علينا متابعته فيه (?). ووجوب مُتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تَرْكِه ليس على إطلاقه، وإنما يشترط فيه أن يقع هذا التَّرْك منه - صلى الله عليه وسلم - مع وجود المُقتضي لفعله في زمنه - صلى الله عليه وسلم - مع انتفاء المانع، كما سيأتي.
الثاني: مُوافقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قصده في هذا التَّرْكِ:
إذ لا يكفي في التَّأسي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - مجرد تَرْك ما تركه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل لا بد أن يضم إلى هذا التَّرْك موافقته - صلى الله عليه وسلم - في قَصْدِه - صلى الله عليه وسلم - من هذا التَّرْك.
أمَّا إذا تَرَكَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمرًا من الأمور بحكم الاتفاق دون قصد للتَّرْكِ، أو وَقَعَ التَّرك منه - صلى الله عليه وسلم - دون أن يقصد العبادة بهذا التَّرك؛ فمتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا التَّرْكِ بقصد العبادة لا يكون من التَّأسي به - صلى الله عليه وسلم - لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يقصد العبادة (?).
قال ابن النَّجَّار: وأمَّا التَّأسي في التَّرْك: فهو أنّه تترك ما تركه لأجل أن تَرَكَه (?).