(بلَى قَدْ عهدناه كذَاكَ فصوَّحَتْ ... نضارتَهُ طوحُ الزَّمَان المتاخِمِ)

(معاهدُ لمياءُ البديدِ تجرُّ فِي ... ثراها ذيولاً عاطراتِ النسائمِ)

(تميلُ كَمَا مالتْ غصونُ رياضها ... بنشآتِ خمرات الصِّبَا لَا المآثِمِ)

(على غُرَّةٍ كالشمسِ من تحتِ طُرَّةٍ ... تزينُ الضيا مِنْهَا بأسوَدَ فاحمِ)

(ومُقلة أدماء الجَوَازى مطفل ... أريعَتْ بقَنَّاسٍ من انمار ساغمِ)

(جَرَى فَوْقهَا قوسُ من النونِ موترٌ ... نبال رنا رِيشَتْ بأهدابِ رَائِمِ)

(لَهَا سلكُ دُرٍّ قفل فيروزج الوشام ... دَارَ بِهِ فى نصْفِ دورةِ خاتمِ)

(بِهِ الشهْدُ ممزوجاً بصهباءَ خامرَتْ ... مَعَ الصبْحِ مسكاً مستطابَ المناسمِ)

(ومهضوم كَشْح مخمص الْغَوْر رقةً ... بِعقد بريم فِيهِ حُلت برائمي)

(لَهَا الْجِسْم لما حلّه ضخر قَلبهَا ... كَذَاك أتانُ الضَّحْلِ أقسى الصلادمِ)

(براها إلهُ العرشِ عُقْلةَ عاقلٍ ... وفتنةَ نسِّيك وزلة عالمِ)

(إِذا وعَدَت ألوَتْ وإِن أوعَدتْ وفَتْ ... وَكم أشمتَتْ إِذْ خفتُ إشمات لائمِ)

(شُهِرْتُ بحبيها فصرْتُ كأنني ... كبيتِ قريضٍ من مديحِ ابْن هاشمِ)

(سعيدُ بنُ سعدٍ إبْن زيدِ بنِ محسنٍ ... خُلَاصَة خيرِ الخيرِ من وُلْدِ آدمِ)

(شريفٌ لَهُ من قبضةِ النورِ جوهرٌ ... تكون شخصا من علىٍّ وفاطمِ)

(مليكُ بلادِ الله وابْنُ مُلُوكهَا ... وحامي حماها قَبْلَ نوطِ التمائمِ)

(لَهُ منطقٌ مَاء النهَى مِنْهُ صيِّبٌ ... ورأْىٌ مصيبٌ فِي عظيمِ العظائمِ)

(أعز حمى مَنْ لاذَ مِنْهُ بذمَّةٍ ... ومَنْ قرَّبته مِنْهُ أدنى الملازمِ)

(محاسنُ ساداتٍ مضوا فِيهِ جمِّعَتْ ... كجمعِ الغديرِ القطرَ غب الغمائمِ)

(فَمن خلقه لم تلق أحسنَ مظْهرا ... سوَى مضمرٍ من خُلْقِهِ والعزائمِ)

(بنَتْ فِي مراقي الغرِّ آباؤُهُ الْعلَا ... لَهُ بَيْتَ مجدٍ فِي رفيع الدعائمِ)

(فَلم يرضَ حَتَّى شادَ مثلهم ومَنْ ... يشابِهْ أَبَاهُ فِي الْعلَا غَيْرُ ظالمِ)

(فهنيتَ ملكا لم تزلْ يَا سعيدَهُ ... مساعد سعدٍ فِي جميعِ المآزمِ)

(رزئْت عَظِيما إِذْ حبيتَ عَظِيمَة ... كذلكَ حالُ الدهرِ بَين العوالمِ)

(دهانا ببؤسى لَا يقاومُهَا الأسَى ... تقارنُ نُعْمَى مَا لَهَا من مقاومِ)

(ذوى زيد الأمجاد لَا فُضَّ جمعُكُمْ ... وعنكُمْ نبا بابُ الزمانِ المغاشمِ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015