وَفِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة الْحَرَام من السّنة المذكوره ورد مُبشر يخبر بنصرة سُلْطَان الْمُسلمين على الْكَفَرَة أَعدَاء الدّين وَأَنه قد قتل وَأسر مِنْهُم مَا ينيف على سبعين ألفا واسترد بعض مَا استولوا عَلَيْهِ من الْبِلَاد وَالْحَمْد لله على حُصُول المُرَاد وَأَن القاصد السلطاني وَاصل عقبه وَهُوَ بِالشَّام وَالله الْمُؤَيد لملة الْإِسْلَام ثمَّ دخلت سنة تسع وَتِسْعين وَألف كَانَ هِلَال محرمها بِالْجمعَةِ فِيهَا يَوْم الْإِثْنَيْنِ حادي عشر محرمها تقلد منصب الوزارة المكية رفيع الْمحل والشان حَضْرَة يُوسُف أغاسنان وانفصل عَنهُ الخواجا عُثْمَان بن زين العابدين حميدان وفيهَا يَوْم الْأَحَد تَاسِع صفر مِنْهَا كَانَ ابْتِدَاء فتْنَة بَين مَوْلَانَا المرحوم الشريف أَحْمد بن زيد ومولانا الشريف أَحْمد بن غَالب متع الله بحياته لأمر جَار على الْقَوَاعِد نقمه عَلَيْهِ لم تطب بِهِ نَفسه طلب مِنْهُ نقضه فَامْتنعَ فَخرج مَوْلَانَا الشريف متع الله بحياته لَيْلَة الثُّلَاثَاء حادي عشر الشَّهْر الْمَذْكُور إِلَى مَحَله الْمَعْرُوف بالركاني من وَادي مر وانحاز إِلَيْهِ جُمْهُور السَّادة الْأَشْرَاف على مثل رَأْيه وَأَعْطوهُ مواثيقهم أَن الْعَصَا وَاحِدَة وَلم يرجع عَنهُ مِنْهُم إِلَّا اثْنَان وَأخذ أجلة خمسين يَوْمًا ثمَّ عشرَة ثمَّ رَحل هُوَ وَمن مَعَه قبل تَمامهَا أواسط ربيع الأول فتوجهوا مَعَ سَلامَة الله وكلاءته إِلَى جِهَة مصر ثمَّ فِي يَوْم سَابِع عشر الشَّهْر الْمَذْكُور سير مَوْلَانَا المرحوم الشريف أَحْمد خَلفهم من الْعَسْكَر مِائَتَيْنِ وَخمسين اتِّفَاقًا ثمَّ فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشري الشَّهْر أتبعهم بالسيد باز بن هَاشم فِي عشرَة من بني أَبِيه وبالسيد نَاصِر فِي عشرَة من ذَوي جود الله وبالسيد عبد المحسن فِي عشرَة من ذَوي باز وَفِي الْيَوْم الثَّامِن من ربيع الاَخر برزت رُتْبَة من الْعَسْكَر إِلَى بِلَاد الْفَرْع وفيهَا لَيْلَة الْخَمِيس غرَّة جُمَادَى الأولى مِنْهَا اتّفق بِمَكَّة اجْتِمَاع نسَاء لَيْلًا لفرح بِمحل قَرْيَة عشاش بِطرف شعب عَامر فشبت نَار ضَعِيفَة فِي بَعْضهَا فأطفئت فى الْحَال بِقَلِيل مَاء ثمَّ صرخت حُرْمَة كَأَنَّهَا بنت إِبْلِيس النَّار يَا نسَاء فَركب بَعضهنَّ بَعْضًا وازدحمن على الْخُرُوج مستبقات الْبَاب وَقد أغلق خوفًا على متاعهن من النهب فتحايلن عَلَيْهِ فَسقط فابتدرن الْخُرُوج وَكَانَ فِي عتبَة الْبَاب ارْتِفَاع فَوَقع بَعضهنَّ على بعض فَمَاتَ أَربع مِنْهُنَّ فِي الْحَال وتكسر نَحْو خمس وَعشْرين