خبْرَة بِمَا جرى وَمَا كَانَ وَكَذَلِكَ أرسل مَوْلَانَا السَّيِّد حمود رَحمَه الله تَعَالَى وَعرف وَأقَام كل مِنْهُمَا يُعلل ويعسى ويتشوف وبرز مَوْلَانَا الشريف سعد إِلَى الزَّاهِر فِي موكب عَظِيم وَأقَام ينْتَظر فرج الْمولى الْكَرِيم وَكَانَ بروزه يَوْم عشْرين من ربيع الأول من سنة ثَمَان وَسبعين وفيهَا أَعنِي سنة ثَمَان وَسبعين ظفر بِالْبَلَدِ الْمَعْرُوفَة بالقنفذة بِرَجُل يتعاطى السِّكَّة خُفْيَة وَهُوَ مِمَّن يتسمى بِالْقضَاءِ فيسمى القَاضِي عبد الْوَاحِد فَضرب ضربا مبرحاً وحلقت لحيته وأتى بِهِ مَكَّة مكتوفاً مجرحاً ثمَّ أطلق فَذهب إِلَى الْحجاز الْأَعْلَى وَكَانَ أَمر الله هُوَ الْأَعْلَى ولنرجع إِلَى ذكر السيدين الْمَذْكُورين فَنَقُول لما نقلا إِلَى بَيت يُوسُف بك الْمَذْكُور أَقَامُوا عِنْده أَيَّامًا ثمَّ أَمر الباشا إِبْرَاهِيم بتجهيز تجريدة خَمْسمِائَة عَلَيْهَا السنجق يُوسُف بك الْمَذْكُور فنقلوا بعد عزمه إِلَى بَيت أغاة الأنكشارية واحتفظ بهما احتفاظاً تعظم بِهِ البلية وَمنعُوا الْخَارِج والداخل وَلم يقرب مِنْهُمَا صديق وَلَا خل وسارت التجريدة الْمَذْكُورَة وَهِي نَحْو ألف بالخدم وَخَمْسمِائة وَأكْثر مَعَهم الْحجَّاج والتجار والخدام والأرقاء والأجراء وَلما كَانَ يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشري جُمَادَى الأولى من السّنة الْمَذْكُورَة وصل الْخَبَر بتجهيز مدد من الْعَسْكَر نَحْو خَمْسمِائَة أَو يزِيدُونَ وَمَعَهُمْ مستلم جدة المعمورة وعزل عماد أغا عَن مشيخة الْحرم رفيع القُنة وَللَّه الْحَمد والْمنَّة وفيهَا وصل مَوْلَانَا السَّيِّد سعيد بن شنبر بن الْحسن من بيشة مُتَوَجها إِلَى مَوْلَانَا السَّيِّد حمود وجماعته بالينبع فوصل إِلَيْهِ وَحضر مَعَه الْحِرَابَة الْآتِي ذكرهَا وَكَانَ آخرا وَفَاته بِتِلْكَ الْبَلدة رَحمَه الله برحمته الوسعة وَغفر لَهُ مغْفرَة جَامِعَة وَفِي هَذِه الْمدَّة أَيْضا وَقع فِي طَرِيق الطَّائِف أَن جمَاعَة الحمارة المترددين بَين مَكَّة والطائف من طَرِيق كرا بأموال النَّاس وأمتعتهم نزل عَلَيْهِم جمع من عرب الشرق فَأَخَذُوهُمْ وربطوهم وساقوهم وضربوهم وانتهبوهم ثمَّ سَارُوا بهم إِلَى قرب الْمَبْعُوث ثمَّ أطلقوهم بعد يَوْمَيْنِ عرايا مسلبين مجرحين مضربين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015